أحيا ثلّة من الفنانين في الطرب الأندلسي سهرة أوّل أمس بقصر الثقافة إمامة ''عبد الكريم دالي''، حفلا فنيا متميّزا، وكان كلّ من زكية قارة تركي، طالب بن دياب، ليلى بورصالي وتوفيق بن غبريط نجوما أضاءت ليلة من ليالي حفل الاختتام لفعالية عاصمة الثقافة الإسلامية المتواصلة إلى غاية يوم الأربعاء. لمع المطربون في اليوم الثاني من البرنامج الختامي للتظاهرة الدولية الكبرى، وأدّوا وصلاتهم الأندلسية أمام جمهور متذوّق للفن الأصيل، فتجاوب مع الأغاني واستمتع بعذب الصوت وجمال الكلم، ليؤكّدوا أنّ الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية مازالت تحافظ على وهجها، وحضور الجمهور الغفير زكى ذلك. على هامش السهرة، قالت المطربة زكية قارة تركي إنّ بعض الفنانين يسيئون للطرب الأندلسي، ودافعت عن الفن الذي تمارسه منذ عقود، مؤكّدة أنّه أصيل وغير قابل للتجديد، ووصفت التراث بأنّه يحمل من القدسية ما يجعلها ترفض التصرّف فيه، وأردفت تقول؛ إنّ هناك إجحافا في تدريس الموسيقى الأندلسية، وانتقدت غياب دور التحسيس بأهمية هذا الإرث غير المادي والترويج له، وتبليغ رسالته إلى الجيل الجديد وتحبيبه فيه. من جهته، دعا الفنان طالب بن دياب إلى الحفاظ على الموروث الثقافي غير المادي، إذ يرى أنّ الهوية تعكس صورة، عراقة وتاريخ الفن الجزائري الأصيل، مشدّدا على ضرورة استرجاع ما ضاع من تراث طابع الحوزي، مثمّنا في هذا السياق ما قُدّم خلال تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، معتبرا ذلك خطوة جادة نحو تدوين تراثنا غير المادي والحفاظ عليه. وفي هذا الشأن، قال طالب بن دياب بأنّ الموسيقى الأندلسية تواجه مصيرا مجهولا مع الجيل الجديد الذي ابتعد عن تذوّق هذا الفن، مشدّدا على ضرورة إدراج الموسيقى الأندلسية ضمن المنظومة التربوية، كما دعا إلى فتح مصلحة بوزارة الثقافة لهذا الطابع الأندلسي بشكل خاص والموروث غير المادي بصورة عامة، وعن جديده، قال المتحدّث بأنّه يعكف على مزج ألحان من التراث الجزائري بقصائد سيدي قدور بن عاشور. من جهته، عرض ياسين حمّاس مدير الجوق الجهوي التلمساني، مسيرته في سبيل ترسيخ ثقافة الموسيقى الأندلسية، التي اعتبرها بمثابة البنية التحتية للموروث الموسيقي الجزائري، وقد طالبت الفرقة وزارة الثقافة بتخصيص فروع لتعليم النوبة الأندلسية بالمعاهد الفنية، مشيرا إلى أنّ الجوق الجهوي يفتح كلّ أبواب التعاون والتبادل الفني من أجل إيصال رسالتهم الأولى التي تجسّدت في التعريف بهذا الجنس الفني-. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك