قال رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، إن السلطة بطيئة في التجاوب مع مشروع تعديل الدستور، وأوضح أن آلياتها بطيئة وثقيلة بعد خمسة أشهر من انتهاء المشاورات حول المشروع. وعزا مناصرة في حوار أجرته معه بوابة مصر العربية، نُشر امس أسباب هذا البطء إلى مرض رئيس الجمهورية، ترهل النظام، وعدم تعود السلطة على السرعة، والاستجابة للمبادرات، واصفا السلطة ب-المغرورة- وتحسب لوحدها، وهو تكتيك لربح الوقت، كما قال. وقال مناصرة إن حسابات السلطة خاطئة، و-كي لا تجد الجزائر نفسها في وضع تُفرض عليها حلول من الشارع ومن الخارج، فمن مصلحتها أن تجد حلولا توافقية، وعليه فنحن - نبني توافقا ديموقراطيا حقيقيا بالحوار، وبدون وصاية ومن مصلحة الجزائر، كل الجزائر، فعل هذا قبل فوات الأوان-. وتعليقا على مشاورات تعديل الدستور، ذكر مناصرة أن -ما قامت به الرئاسة من مشاورات ثنائية كان جولة أولى، تعرفت خلالها على رأي الأطراف ووجهة نظرها حول الدستور، قلنا بعد ذلك يجب أن نصل إلى وجهة نظر جامعة، ونناقش خلاصة هذه الآراء، حتى نصل إلى مشروع دستور، لن نصل إليه إلا بالحوار الجامع وبالتوازنات، وعندئذ نمر إلى الاستفتاء الشعبي-. ولدى تقييمه الوضع الراهن للبلاد، قال رئيس جبهة التغيير -نحن نعيش في وقت يتمرد فيه المجتمع على السلطة وهذا مؤشر خطير يفتح الأبواب على الفوضى، حتى لو اعتبرناها مطالب اجتماعية ويجب الاستجابة إليها، لكن هذه الطريقة -استعمال القوة ضد السلطة -، من بعدها المؤسسات في إطار القوة بعد الشرطة، وهذا يشجع أي جهة أخرى أي فئة أي تنظيم على استعمال القوة لنفس المطالب بنفس الطريقة، لأن الاستجابة السريعة وكانت سريعة لخطورة الوضع وحساسية هذه الشريحة-. وأضاف -هذا باعتقادي يضر بمصداقية الدولة لكن مع ذلك يدل أيضًا على أن السلطة أصبح أداؤها فيه الكثير من الترهل، العجز عن تلبية المطالب، تجاوبت مع هذه الأطراف تجاوب المرتعش، لذلك نحن نقول إن السلطة كسلطة فقدت كثيرا من فعاليتها، فقدت في السابق مصداقيتها، والآن تفقد المصداقية والفعالية وتصبح لا تسيّر إلا الشكل الروتيني-. وأوضح أن -المعالجة الحقيقية تكون بدراسة الأزمة بشكل حقيقي بكل أبعادها، وتنظيم حوار يجمع السلطة وكل الأحزاب بغية الوصول إلى توافق وطني، هذا الذي دعونا إليه وندعو إليه، وتكون مخرجات هذا الحوار دستورا توافقيا، وحكومة وفاق وطني، وانتخابات تشريعية ومحلية مسبقة انسجاما مع الدستور الجديد، وأيضًا إصلاحات اقتصادية وسياسية وقانونية، ثم ترقية المصالحة الوطنية لترميم البناء الجزائري بشكل صحيح، يعطيه قوة تماسك، لأن هناك أيضًا المخاطر الإقليمية كبيرة، والدور الجزائري في المنطقة محوري، ويجب أن تتهيأ له الجزائر بصف داخلي متماسك، وبمثال ديمقراطي ومثال في التنمية والاستقرار. لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإذا لم تكن مهابا في بلدك لن تكون مهابا على حدودك، والجزائر معنية بما يجري في تونس وما يجري في مالي وفي ليبيا وفي النيجر وفي المنطقة-. وعند حديثه عن مبادرة الجزائر للتوسط لدى الفرقاء الليبيين، أكد عبد المجيد مناصرة، أن -الطرف الجزائري ضروري في حل المسألة الليبية، لأنها أكثر دولة مؤهلة لهذا الدور وليست مصر ولا السودان وليست دولة أخرى-، مشيرا إلى وجود -صعوبات، تتمثل في الوضع الليبي المعقد باستخدام السلاح في حسم الأمور ميدانيا، تكمن الصعوبة أيضًا أن بعض الأطراف تريد إلغاء بعض الأطراف الأخرى، والجزائر طرحت المصالحة التي لا تقصي أحدًا، لا تقصي حتى من كان مع النظام السابق-. وأكد عبد المجيد مناصرة أن -الجزائر لن تقبل بتدخل عسكري، وموقفها واضح وسترفض أي تدخل عسكري في ليبيا، إشراك مصر في الحل السياسي شيء جيد، لكن مصر لا تستطيع أن تقوم بهذا الدور لوحدها، هي متهمة بأن خصمها المصري له امتداد في ليبيا وهو الطرف الأساسي في ليبيا، وهو طرف ثوري، وبالتالي تكون ضد طرف ثوري في ليبيا، لكن إشراك مصر ضروري، لكنها ليست قاطرة المبادرة، لكن إشراكها مهم كدولة كبرى، حدودها مهمة مع ليبيا، لها عمالة كبيرة في ليبيا، يجب إشراكها وهي جزء من دول الجوار، وأهم دولتين من دول الجوار الجزائر ومصر، ندعو لتعاونهما لمصلحة الحوار والتوافق والمصالحة والاستقرار في ليبيا دون تدخل مع طرف ضد طرف، الحياد إزاء كل الأطراف وتقديم الدعم لتتوصل كل الأطراف الليبية إلى توافق يبنى بعد ذلك على ديمقراطية-.