يتحدث رئيس حزب التجديد و التنمية الدكتور طايبي أسير، في هذا الحوار عن الرتوشات الاخيرة لاطلاق مبادرة" المصالحة والتوافق الوطني"، التي يعد أحد اعمدتها، كما يتحدث عن الواقع السياسي للبلاد ورأيه من المبادرات السياسية الأخرى، كما يعرج في سياق مغاير، عن تأثيرات انخفاض أسعار البترول عن مستقبل البلاد. أين وصلت مبادرة" المصالحة والتوافق الوطني" التي أنتم طرف فيها و تحضرون لاطلاقها؟ ان المبادرة التي نحن بصدد اليها أولا هي نتيجة واقع سياسي أليم أنتج فكر طغت عليه الأنانية والزعامات وبالتالى بقي هذا الفضاء يلعب دورا معاكسا تماما لما ينتظر منه المجتمع وثانيا كان لزاما علينا كأحزاب لها بالطبع رؤيتها الخاصة ولكن لن ترضى ابدا ان تسير البلاد مليون ونصف مليون الى طريق مسدود. فالعمل متواصل و ان شاء الله نعلن قريبا عن هذه المبادرة.
هل ترون ان الطبقة السياسية ستلتف حول مبادرتكم ؟ نأمل ذلك والتفافنا له غاية واحدة ألا وهي خدمة الجزائر قبل كل شيء أخر ، و علينا ان نضع ما يفرقنا بجانب و ان نعمل من أجل الأهداف مشتركة تعود على الشعب الجزائري بخير. تجاوز التفرقة و التشخيص و النقض الصلبي و التحريض يجعلنا نستمع بعضنا للبعض و نجلس معا في حوار صريح ، وطني و بمراكمتي لنضع ورقة الطريق لتجديد حقيقي و تدريجي. و بتلي نحن ندعوا كل الطبقة السياسية ان تدعم هذه المبادرة و ان هذه المبادرة تعتبر صنيعة كل الأحزاب بدون أي الاقصى او تهميش و نحن مع كل الفاعلين السياسيين معارضين كانوا أو سلطة. نحن جميعا معنيين بالأزمة التي تمر بها البلاد و الواضح هو اما ان نكون مسؤولون على مهمتنا أو يحكم علينا التاريخ بأننا متورطون في أزمة البلاد. كيف تقيمون الواقع السياسي الحالي في ظل كثرة المبادرات السياسية ، على شاكلة مبادرة الأفافاس، و مبادرة الانتقال الديمقراطي ...الخ؟ الذي أوصلنا لهذا الوضع هو بدون شك سوئي التسيير و اقصى الكفاءة من مناصبهم لاستبدلهم بأقل معرفة و أكثر محبات. ثم افشى الفساد و البيروقراطية و المحسوبية أكملت الباقي. أكيد ان يوجد في بلادنا رجال و نساء يعيشونا وبطنيتهم فيكل لحظة من حياتهم و لن يعيروا قبلتهم لأنهم عرفوا الحقيقة فأزموا. نحن نبارك لكل مبادرة من أجل الوحدة و لام الشمل. نحترم كل الإخوة الجادين و الصادقين في نشطهم و نأمن ان بهذه المبدرات نستطيع ان نتقرب و نتحد .
نشهد حاليا انخفاض مخيف لاسعار البترول، الا ترون ان هذا الانحدار من شانه ان يؤثر في مستقبل البلاد في ظل الاعتماد على قرابة 98 بالمائة من عائدات الجباية البترولية ؟
كلنا يعرف ان الاقتصاد هو رعي بنسبة مذهلة و مخيفة و هذا الواقع نعرفه منذ عشارات السنين و لكن أبقينا على هذه المعادلة. فالتاجر لا يعتمد على بيع مادة واحدة بل على عدد كبير منها حتى اذا ما أنزل طلب على مادة وجد التعويض في ربح من مواد أخرى. هذا من البديهيات في الاقتصاد و طبعا لن يرى قيمة الصحة إلى المريض. فأتقد أن المرحلة التي تمر بها الجزائر صعبة جدا و لبد أن نصحح سياستنا الأن ليس غدا و التقشف إجباري حتى و لو خرجنا من هذه الأزمة. لنضع ثقافة جديدة نعطيها أسم" نتكل على أنفسنا " .فكما قمنا بمعجزات بأمس في الثورة المجيدة كذلك قادرين على رفع التحدي و لنعمل جميعا من أجل استقلالا اقتصادي و اجتماعي و ثقافي يجعل شعبنا يقرر مسيره بكل حرية و بعزم. فعندما نتكلم عن هذا الوضع و نلجئ الى خطابات طويلة و عريضة مملوءة بالوطنية و الوفاء ،نتساءل كيف نشارك فعليا لنتصدى لهذه الأزمة و كيف نقول " سهمنا " ؟