الإنسان الذي يؤمن بالله تعالى وحده لا شريك له إيماناً كاملاً صافياً من جميع الشوائب، يكون مطمئن القلب هادئ النفس، ولا يكون قلقاً من الحياة بل يكون راضياً بما قدر الله له شاكراً للخير صابراً على البلاء. إن هذا الخضوع يقوده إلى الراحة النفسية، وغاية يسعى لتحقيقها. قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (سورة الأنعام الآية رقم: 82). إن الإيمان يجعل الإنسان صاحب مبدأ يسعى لتحقيقه فتكون حياته تحمل معنى سامياً نبيلاً يدفعه إلى العمل، وبذلك يبتعد عن حياة الأنانية الضيقة، وتكون حياته لصالح مجتمعه وأمته التي يعيش فيها، فالإنسان عندما يعيش لنفسه تصبح أيامه معدودة، وغاياته محدودة. أما عندما يعيش للفكرة التي يحملها فإن الحياة تبدو طويلة جميلة تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتها لوجه الأرض، وبذلك يتضاعف شعوره بأيامه ولحظاته.