قال عبد الرحمن الجيلالي: هو الفقيه المحدث الصالح أبو عبد الملك مروان بن علي الأسدي القطان البوني، نسبة إلى بونة منطقة في عنابة إحدى حواضر القطر الجزائري الشهيرة، وهو خال أبي عمر القطان الفقه. سكن مدينة قرطبة وفيها روى عن أبي محمد الأصلي والقاضي أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس وغيرهما، وارتحل إلى المشرق فأخذ هناك عن أبي الحسن القابسي، ولازم أبا جعفر أحمد بن نصير الداودي فأخذ عنه معظم تأليفه وما عنده من علم رواية ودراية. ثم اعتكف على خدمة العلم بالتدريس والتأليف، فكتب شرحه المختصر لموطأ على هذا الشرح، وتداول بينهم بكثرة، وكان ممن أخذه عنه العلامة أبو عمر بن الحذاء، وقال عنه أنه كان رجلاً صالحاً عفيفاً عاقلاً حسن اللسان والبيان. وكان مما حدث عنه أيضاً أبو القاسم بن محمد، فقال: لقيته بالقيروان وشهد معنا المجالس عند أهل العلم بها، وكان رجلاً حافظاً ناقداً في الفقه والحديث، وقرأت عليه بعض تفسيره للموطأ وأجاز لي سائره وسائر ما رواه. وذكر أبو عمر أنه توفى بالبونة، وقال الحميدي: كان فقيهاً محدثاُ، وله كتاب كبير شرح فيه الموطأ.