أنزل الله القرآن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هدى للمتقين، ودستوراً للمسلمين، وشفاء لصدور الذين أراد الله لهم الشفاء، ونبراساً لمن أراد الله لهم الفلاح والضياء، وهو مشتمل على الأصول التي بعث الله من أجلها الرسل. القرآن العظيم قد تكفل الله بحفظه، وجعله مهيمنا وناسخاً لما سبقه من الكتب، قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ، ووصفه الله بأنه تبيان لكل شيء، فقال جل ثناؤه: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ، وأنه هدى ورحمة، فقال عز من قائل: فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ، وأنه يهدي للتي هي أقوم: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم، فهو يهدي البشرية لأقوم سبيل في كل شأن من شؤون حياتها. ومن استحضر كيف نزل القرآن الكريم، وكيف حفظ عرف للقرآن قدره، وأخلص لله قصده، قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. هذا القرآن آية باقية لمحمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، فقد كانت آيات الأنبياء السابقين ومعجزاتهم تنتهي بانتهاء حياتهم، أما هذا القرآن فقد جعله الله حجة باقية. وهو الحجة البالغة، والآية الباهرة، تحدى الله البشر أن يأتوا بمثله.