قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن، وقال بعض أهل المعرفة في فهم هذه الآية: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، قال: العدل تدبر القرآن وفهمه، والإحسان مشاهدة الفهم. وفي تأويل قوله عليه الصلاة والسلام في صفة العدل شاهد، لقوله هذا في حديثه الذي وصف فيه شعب الإيمان، فقال: الإيمان على أربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد، ثم قال: والعدل على أربع شعب: غائص الفهم، وزهرة العلم، وروضة الحلم، وشرائع الحكم. فمن فهم فسر جمل العلم، ومن علم عرف شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميداً، وقال بعض المكاشفين ظهر لي الملك: فسألني أن أملي عليه شيئاً من ذكري الخفي من مشاهدتي من التوحيد، وقال: ما نكتب لك عملاً ونحن نحب أن نصعد لك بعمل نتقرب به إلى الله تعالى، فقلت: أليس يكتبان الفرائض؟ قال: بلى، قلت: فيكفيهما ذلك.