تحدث الشاعر سليمان جوّادي عن تراجع القصيدة الأغنية في الجزائر، مع استمرار ظاهرة أغنية الراي التي تتجه نحو "التخلص" من الكلمات والاكتفاء بترديد جمل قصيرة، وهي الظاهرة التي قال عنها جوادي أنها تعبّر عن "استخفاف بالجمهور". وعرج جوادي في ظل حديثه عن "فضيحة" مطرب الراي الشاب خالد وخسارته لقضية أغنيته الشهيرة "دي دي"، هذه الحادثة عادت بذاكرته، إلى قضية مشابهة وقعت له مع الفنان نفسه عندما دخل ضده في قضية حقوق إحدى الأغنيات وكسبها في النهاية "في الحقيقة كانت المشكلة بين خالد والموسيقار قويدر بركان، هذا الأخير الذي رفع قضية ضد خالد الذي ادعى أن أغنية "حتى أنت طوالو جنحيك" من كلماته وألحانه. شخصيا لا أريد العودة إلى التفاصيل لأن الشياطين تختفي في طياتها، لكن تمنيت صادقا لو لم ينزل خالد إلى ذلك المستوى وترك لكل ذي حق حقه. وبالمناسبة -ولعلها حقيقة مؤلمة أفضي بها لأول مرة- أثناء مجريات القضية اتصلت أنا والملحن قويدر بركان بالسيد حكيم توسار المدير العام السابق للديوان الوطني لحق التأليف والحقوق المجاورة الذي طلب ملفي فتفاجئنا بعدم وجود الأغنية المتنازع حولها ، لكن لأن الفاعل غبي فقد أبقاها في اللائحة التي تحمل أسماء الأغاني التي سجلتها بالديوان في نفس اليوم" كما جاء على لسان المتحدث.و في سياق متصل، نفى الشاعر ان يكون الشاب خالد قد أنزل مستواه إلى هذه الدرجة، "...ولكن الشخص الذي تطوع بفعل ذلك والذي عزل من منصبه وطرد من الديوان إنما فعل فعلته تقربا من خالد على حساب مهنته والأمانة التي وضعها فيه مسئولوه." من جهة أخرى، تحدث جوادي عن رؤيته لمسألة الالتزام، حيث قال إنه يكتب عادة ما يراه صائبا وصادقا من وجهة نظره، فهو ملتزم بقناعاته وهمومه الحياتية التي هي في الغالب هموم وقناعات الأغلبية الساحقة من المجتمع. ويرى جوادي المشهد الثقافي الجزائري بأنه مشهد غلب عليه النفاق واللامبالاة وتفريط الحاكم في المحكوم، حيث أن أكثر ما يخشاه في الجزائر أن يأتي يوم تندم فيه السلطة على هذا التفريط وحينها لا ينفع الندم. كما أن المشهد العربي لا يقل عن الجزائري الذي حسب جوادي مخاضه عسير جدا ولا ينبئ بفرج قريب وعن تجربته المتعلقة بكتابة الأغاني قال سليمان جوادي أنه استطاع أن يلبي رغبة كانت كامنة بداخله منذ نعومة أظافره وأن يرضي قليلا من الغرور الفني والأدبي في تلك الفترة المبكرة من عمره، حيث ولج هذا العالم وسنه أقل من العشرين. "وجدت في الساحة الفنية من يأخذ بيدي، سواء من حيث المسئولين في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أو من حيث الشعراء الذين يؤلفون كلمات الأغاني على غرار الشيخ محمد الأخضر السائحي وأبي القاسم خمار وعمر البرجاوي واهتم الملحنون والمطربون بما أكتب، وهو الأمر الذي شجعني على الاستمرار وعلى أخذ الموضوع بجدية أكبر واهتمام أكثر، وأزعم أنني استطعت أن أوفق في كتابة أغنية نظيفة جميلة وصلت المتلقي فأحبها ورددها لسنوات عدة، سواء تلك التي كتبتها بالفصحى أو بالعامية المهذبة."