إن الله عز وجل خلقنا لعبادته، وتكميل الإيمان، والأعمال، والأخلاق، والسنن، والواجبات، ولم يخلقنا لتكميل الأموال والشهوات والأشياء. وقد بين الله في القرآن أن أي أمة اعتمدت على الأسباب بدون الإيمان، أذلها الله ودمرها، كقوم نوح، وعاد، وثمود، وغيرهم. ومن أكمل محبوبات الله في الدنيا من الإيمان، والإحسان، والتقوى، والتوبة، والأعمال الصالحة، أكمل الله له محبوباته في الآخرة من دخول الجنة، والفوز برضا الله ورؤيته، وظفر هناك في الجنة بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. قال الله تعالى: وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَت قُلُوبُكُمْ. (البقرة 225). وذكر القرآن أصحاب الجنة، أصحاب الحديقة والبستان الذين ابتلاهم الله جل وعلا عوقبوا عقوبة عاجلة في الدنيا، لما أضمرته قلوبهم من شر وبخل، كما حكى الله سبحانه فقال إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحينَ. وَلا يَسْتَثْنُون. فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبّكَ وَهُمْ نَائِمُون. فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم. (القلم 17-20).