تنظم الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الواديالندوة الفكرية التاسعة للعمارة والإنسانمن 19إلى 21 جانفي القادم لتسلط الضوء فنونُ العمارة باعتباره إرثًا اجتماعيًا،وثقافيا متعدّد الجوانب،والمؤشرات المادية والنفسية، وكونه أحد معالم هويّة كل أمّة وشعْبٍ.وتمسّ العمارة بشكل مباشر حياة الفرد،والمجتمع؛كما تجسّد الحيّزات الداخلية،والكُتل والتشكيلات الخارجية للعمران هُويّته،إضافة إلى التأثير البصري والنفسي في المادة والروح معًا.إن العلاقة الجدلية بين العمارة والإنسان تربط المفهوم العمراني بالأبعاد الاجتماعية والبيئية والثقافية والاقتصادية والنفسية لهذا الكائن الحي المفكر الذي أنتج الثقافة والعمارة معا.ومن المعروف عن المدن الصحراوية أنها كانت مرآة تعكس الوجه الحقيقي للمدينة العربية الإسلامية بما تحتويه من قيم روحية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية تستمد جذورها من تعاليم الدين، وما اقتضته الظروف المناخية وتلبية متطلبات وحاجيات المجتمع.الإنسان الصحراوي منذ القدم، ونظرا للظروف الطبيعية الصحراوية القاسية استطاع التأقلم مع هذه الأخيرة، وذلك من خلال إنشاء المدن، والبلدات ذات الطابع الخاص والمميز،والذي يتمثل أساسا في القصور المنجزة بالطين والطوب،أو بالجبس،أو المساكن التقليدية المنجزة بجريد وجذوع النخيل. منزل الإنسان الصحراوي به من الميزات الجمالية، والطبيعية، والتكييفية ما يجعله متوافقًا مع ساكنيه نفسيا وروحيا، ووجوديامن هنا ينطلق التفكير في الإشكالية وفق المحاور:العلاقة الجدلية بين العمارة والإنسان، أثر الفضاء العمراني في السلوك الإنساني، وكذا التطوّر العمراني في الجزائر، وما ترتب عن ذلك من تغريب للخصائص المحلية الوطنية، وتضييع للهُويّة، ليتطرق المحور الثاني إلى العمارة الصحراوية في الجزائر: الخصائص، المميزات، التنوّع وتطوّرها ليسلط بعدها الضوء على نموذج " وادي سُوفْ " .