اعتبر الأستاذ رزاز محمد عبد الصمد المختص في التهيئة العمرانية بجامعة باب الزوار أمس أن البنايات السكنية المنجزة حديثا في المدن الجزائرية ''لا تكتسي طابعا عمرانيا مميزا''. وأوضح السيد رزاز على هامش اليوم الثاني من أشغال الملتقى الوطني الثالث حول المدن الجزائرية عبر العصور أن مجال التعمير في الجزائر يأخذ كل ما هو أوروبي دون الحفاظ على ما يميز الهوية الثقافية والتاريخية للمجتمع. وقال في هذا الشأن: ''نلاحظ أن مختلف العمارات السكنية المنجزة تبتعد عن مقومات الهوية العمرانية الجزائرية الأصيلة فهي تمثل نوعا من التواصل للنمط العمراني الأوروبي الذي لا يتماشى مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا''. وأرجع هذا الوضع إلى قلة الخبرات من جهة وإلى ضيق الوقت والطلبات المتسارعة والشديدة للسكن من جهة أخرى،معتبرا القضاء ''الاستعجالي'' على السكنات الهشة والسعي لحل أزمة السكن وتوسع المدن ساهمت نوعا ما في إهمال النمط العمراني المميز لكل مدينة. وتخللت اليوم الثاني والأخير من الملتقى عدة محاضرات ألقاها أساتذة جامعيون تمحورت حول التطور العمراني في مدينة الجزائر والهوية التاريخية والثقافية للمدن الجزائرية، إضافة إلى تاريخ بعض المدن كشرشال ومليانة وبسكرة وورلة وسطيف والاغواط وقصر البخاري وبجاية. للإشارة تناول الملتقى الوطني الثالث حول المدن الجزائرية عبر العصور الذي جرى بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة إشكالية تموقع المدن ونشأتها ودورها في تطوير المجتمع وتاريخه ومدى تلبية رغباته. ويسعى الملتقى الذي بادر إليه مخبر التاريخ والحضارة والجغرافيا التطبيقية بغرض معالجة الكثير من القضايا المتعلقة بإشكالية المدينة عبر آليات الإسقاط والتحليل والسبر والاستشراف إلى تشخيص موضوع تدريس العمران وتحديد علاقة الأخذ والعطاء بين المدينة وإقليمها وكذا الوقوف على العلاقة بين المدينة وقضايا المجتمع. (وأج)