دعت بوركينا فاسو، التي تقود وساطة إفريقية في الأزمة المالية الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري، لضرورة الدخول في محادثات مباشرة مع الجماعات الإسلامية المسيطرة على شمال مالي منذ أفريل الماضي مباشرة بعد انقلاب مارس 2012، أين دعت الحركات الثلاث وهي حركة أنصار الدين، حركة التوحيد والجهاد وما يسمى ب" تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي " لتحرير المنطقة ومنحها استقلالا كاملا عن الدولة المالية. وقد جاءت هاته الدعوة على لسان وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي، الذي تحدث إلى الإذاعة الوطنية البوركينابية وقال إن " الرئيس بليز كومباوري يود أن يعين وفدا يمكن أن يبدأ مشاورات مبدئية ومناقشات معمقة مع تلك الجماعات المسلحة" ، وأشار إلى أن دعوة الرئيس البوركينابي لنظيره المالي بأهمية الدخول في "الاتصالات الأولية " تسعى أساسا إلى " تحديد التفصيلات العملية للمفاوضات النهائية "، وفق تعبير وزير الخارجية البوركينابي. للاشارة فإن الرئيس البوركينابي بليز كومباوري، الذي عينته الايكواس وسيطاً في الأزمة المالية، كان قد بدأ منذ مدة في محادثات مع جماعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة والحركة الوطنية لتحرير أزواد، وذلك في محاولة للخروج بحل سلمي للأزمة التي تزيد استفحالا في ظل تزايد المواجهات المسلحة فيما بين الجماعات المسيطرة على المنطقة. حيث أعلن الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري خلال جويلية الماضي أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة مكلفة بالتفاوض مع المجموعات المسلحة في الشمال، وهو ما حظي بمعارضة واسعة في جنوب البلاد وخاصة العاصمة باماكو.