شهدت مراكز الاقتراع على مشروع الدستور الجديد في مصر، صباح امس، إقبالًا كبيرًا، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة المدنية، فيما ذكرت اللجنة العليا للانتخابات أن "العمل في لجان الاستفتاء على الدستور، لا يواجه إي عوائق"، نافية تلقيها أية شكاوى من أي لجنة على مستوى المحافظات العشرة التي جري فيها الاستفتاء ، وأكدت اللجنة العليا للانتخابات أنها "تلقت ما يفيد أن اللجان الانتخابية على مستوى المحافظات العشرة التي تجرى فيها عملية الاستفتاء على الدستور، تؤدى عملها بنسبة 100بالمائة، في استقبال المواطنين الذين يباشرون عملية الإدلاء بأصواتهم"، وأوضحت اللجنة، في بيان أصدرته أمس، أن "كافة اللجان بدأت عملها منذ الثامنة صباحا لاستقبال من يحق لهم التصويت في الاستفتاء. الرئيس مرسي وكان الرئيس المصري محمد مرسي، بين أوائل الناخبين الذين أدلوا بصوتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور، بعد أن فتحت اللجان الانتخابية أبوابها الساعة الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة. وعرضت لقطات تلفزيونية مرسي وهو يدلي بصوته خلف حاجز، قبل أن يغمس إصبعه في الحبر الفسفوري، وهو إجراء يهدف إلى الحيلولة دون إدلاء الناخبين بأصواتهم مرة أخرى. الرئاسة ترد على اتهام مرسى بالتزوير صرح المتحدث باسم الرئاسة الدكتور "ياسر" بأن الرئيس مرسي أدلى بصوته في الاستفتاء على مشروع الدستور، في دائرته الانتخابية بمدرسة مصر الجديدة، نافيا ما تردد من قبل المعارضين من أنه أدلى بصوته خارج دائرته، بالمخالفة للقانون، الذي أصدره الأسبوع الماضي، وأضاف المتحدث الرئاسي في تصريحات لقناة إخبارية، أن الرئيس "محمد مرسي" قام بتغيير محل إقامته ببطاقة "الرقم القومي" الخاصة به، بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية، لتصبح دائرته الانتخابية بمدرسة مصر الجديدة، بدلاً من الدائرة الأولى لمدينة الزقازيق، والتي يقع مقرها بمدرسة "السادات" الابتدائية، والتي أدلى مرسي بصوته أمامها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بمرحلتيها الأولى والثانية، وكانت الصفحة الرسمية للفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قد اتهمت الرئيس "محمد مرسي" بالتزوير في كشوف الناخبين والتصويت في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، بتغيير مكان لجنته الانتخابية، واعتبرت الصفحة ما قام به الرئيس مرسي بمثابة "تزوير"، وكتب "أدمن" الصفحة، قائلا: "أول حالة تزوير بالقاهرة، الرئيس محمد مرسي يقوم بالتصويت في مصر الجديدة، على الرغم من أن اسمه مسجل بكشوف الناخبين بالزقازيق، ويتحجج بأن عنوانه تغير إلى قصر الاتحادية، كشوف الناخبين لم تتغير منذ انتخابات الرئاسة". قنديل يزور مقرات اللجان الإنتخابية من جانبه تفقد الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، مقرات عدد من اللجان الانتخابية للاطمئنان على سير عملية الاستفتاء في هذه اللجان، حيث زار لجان نادي السكة الحديد بمدينة نصر، ومدرسة العقاد التجريبية للغات، ومدرسة الخلفاء الإعدادية بشارع الخليفة المأمون ومدرسة الطبري الإعدادية بنين، وأكد قنديل أن الحكومة حرصت على توفير جميع الإمكانيات لخروج عملية الاستفتاء بسهولة ويسر وانتظام، مناشدا كل مصري ومصرية أن يشاركوا في الاستفتاء "بنعم أو لا"، من أجل بناء مصر الجديدة التي يجد فيها كل مواطن مصري مكانا له، وطمأن الدكتور قنديل الشعب المصري على تأمين عملية الاستفتاء واللجان مؤكدا الإشراف الكامل للقضاء في هذه اللجان. مراقبة جوية لعملية التصويت قامت طائرات المراقبة الجوية، التابعة للقوات المسلحة، في رصد ومتابعة عملية التصويت على الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، في 10 محافظات، بهدف الوقوف على الموقف الأمني للجان الانتخابية والمنشآت الحيوية، ومواجهة أي أحداث طارئة من خلال إبلاغ مراكز المتابعة والعمليات في القوات الجوية. الجيش المصري يتابع سير الإستفتاء تابع المركز الإعلامي للقوات المسلحة عملية سير الاستفتاء على الدستور، وقتم المركز الذي أنشئ من عام 1997، بالتواصل مع مراكز العمليات المختلفة للجنة العليا للانتخابات والهيئة العامة للاستعلامات والداخلية ومراكز الجيوش والمناطق الميدانية ومراكز عمليات الوزارات الأخرى، كما قام المركز بمتابعة الأخبار ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومواقع الإنترنت التي تقوم ببث سير عملية الاستفتاء على مشروع الدستور، ورصد أي تجاوز ورفعه إلى الجهة المختصة والتقارير المعروضة في كافة وسائل الإعلام. بابا الإسكندرية يدلي بصوته ما أدلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بصوته في الاستفتاء على مسودة الدستور صباح أمس، في مدرسة "القبة الفداوية" بحي الوايلي، بعد أن نقل مقره الانتخابي من محافظة البحيرة إلى القاهرة، وأعرب البابا تواضروس الثاني الخميس الماضي، عن تشجيعه جميع المصريين للمشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور، في الشأن ذاته، أدلى الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، بصوته لأول مرة في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، في مدرسة فاطمة هلال بالتجمع الخامس، بالقاهرةالجديدة"، وتعتبر مشاركة الفريق عنان هي الأولى منذ التحاقه بالقوات المسلحة في ستينيات القرن الماضي. وزير الداخلية يتفقد المقار الإنتخابية من جانبه، قام وزير الداخلية احمد جمال الدين، بتفقد عدد من للجان والمقار الانتخابية للتأكد من حسن انتظام الخدمات الأمنية بها، وشملت جولة وزير الداخلية عدة مقار ولجان انتخابية من بينها مدرسة الخديجية بشارع صبري أبو علم، ومدرسة الإبراهيمية بجاردن سيتي، هذا وشهدت 7 لجان بمحافظة أسيوط تأخر أكثر من ساعة عن موعد فتح اللجان حيث تأخرت لجان بني مر، وعرب مطير، والوسطي، والفتح، والمعابدة، وجزيرة المعابدة، حيث تأخرت جميع اللجان عن الفتح لعدم وجود أمناء لجان، أو سيدة للكشف عن المنتقبات، في حين تأخر لجنة الهلال الأحمر جزيرة المعابدة عن التصويت لوجود خصومة ثأرية بين عائلتي بالقرية، كما لقي شخص مصرعه، وأصيب اثنان، بمدرسة الهلال الأحمر بأسيوط، خلال الاستفتاء على الدستور، إثر تبادل إطلاق ناري بين عائلتين بمركز منفلوط، بسبب خصومة ثأرية بين العائلتين، وأدى ذلك إلى تأخير فتح اللجنة، يذكر أن عدد المراكز الانتخابية في أسيوط يبلغ 456 مركزاً انتخابيا فيما يبلغ إجمالي عدد الناخبين ومن يحق لهم التصويت في الانتخابات 2 مليون و723 ألف ناخب. مد التصويت بالاستفتاء حتى التاسعة مساء قررت اللجنة العليا للانتخابات ، أمس، تمديد مواعيد التصويت في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، لمدة ساعتين إضافيتين، بحيث إنتهت على الساعة التاسعة مساءً بدلا من الساعة السابعة، جاء هذا القرار في ضوء التقارير التي تلقتها اللجنة العليا للانتخابات بشأن الإقبال الشديد على جميع لجان الاقتراع من جانب المواطنين في المحافظات العشر، للإدلاء بأصواتهم في عملية الاستفتاء على الدستور. القضاة يشهرون هوياتهم تفاديا للصدام قال وسام الليثي منسق لجنة الحريات بنقابة شمال القاهرة الفرعية والمسؤول عن رصد انتخابات محافظة القاهرة بأن القضاة لن يتسلموا نسخ بأسماء الناخبين وأرقامهم وعدم تعليق هذه النسخ خارج اللجان, كما اعتاد بجميع الانتخابات، وأكد الليثي أن المسؤول عن هذا الانتهاك هي اللجنة العليا للانتخابات وأوضح الليثي أن هناك العديد من القضاة المتعاونين قاموا بوضع هوياتهم أمام الناخبين للتأكد من الهوية . "قضاة من أجل مصر "يشاركون في الاستفتاء قال المستشار شادي موسى، عضو غرفة العمليات بنادي القضاة، إن الغرفة تلقت العديد من الشكاوى بشأن انتهاكات العملية الانتخابية، وأوضح "موسى" أن غرفة العمليات تبين لها مشاركة أعضاء حركة "قضاة من أجل مصر" في الإشراف على الاستفتاء رغم أن مدير التفتيش القضائي قال إنهم لن يشرفوا على الاستفتاء، نظرًا لانتمائهم لفصيل سياسي معين، في إشارة إلى الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه ضمن أعضاء الحركة المشرفين على الاستفتاء، محمد عوض، منسق الحركة ويشرف بالإسكندرية، ونور الدين يوسف، رئيس لجنة عامة بأبو حماد، وأيمن محمد يوسف، رئيس لجنة فرعية بالمعصرة مركز بلقاس الدقهلية، وتلقت غرفة العمليات بنادي القضاة شكوى من سيدتين بأن القاضية المشرفة على الانتخابات بمدرسة عادل أباظة بأرض الجولف رفض إظهار تحقيق شخصيتها وإطلاع الناخبتين على بياناتها ، وفي مدرسة أمين الراعي بالمعادي تم ضبط عضو بحزب الحرية والعدالة، يوجه الناخبين للتصويت ب"نعم"، وبمدرسة الماريونية بالظاهر تبين أنه لا يوجد فيها قاضي، وأشارت الغرفة إلى أنها تلقت شكوى بأن لجنة مدرسة صدقي سليمان بمدينة نصر الحي العاشر، بتجمهر المواطنين أمام المدرسة بسبب عدم وجود أسمائهم في الكشوف. البرادعي يدعو للإستفتاء ب "لا" دعا الدكتور محمد البرادعي منسق جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة المصريين إلى التصويت ب"لا" في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وقال البرادعي ،في تغريدة له أمس، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إلى كل مصري ومصرية: استمعوا إلي صوت العقل والضمير وقولوا "لا" من أجل انقاذ مصر ونصرة الوطن". نبيل العربي: "الدستور يجب أن يرضي الجميع" اعرب امين عام الجامعة العربية نبيل العربي عن امله ان يسفر الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد عن دستور يرضى جميع المصريين وليس فصيل واحد، وعقب إدلائه بصوته في الاستفتاء على مشروع الدستور أمس، قال العربي ردا على سؤال حول عدم مشاركة الجامعة العربية في الاشراف على الاستفتاء :"لم يطلب منها ، ولم نتطوع لذلك"، ولم يفصح العربى عن رأيه في مشروع الدستور الجديد ، واكتفى بالقول: "لقد ادليت بصوتي في الصندوق" ، ووصف العربي الاقبال الكبير على الادلاء بالأصوات بانه "دليل على ان الديمقراطية تعمل في مصر". نتيجة الاستفتاء ستظهر قدرة مرسي على تحقيق الاستقرار قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسي وحلفاءه من الإخوان المسلمين متهمون الآن، بسبب «انعطافهم المفاجئ نحو الاستبدادية بعد أن أشعلوا الغضب في الصدور بشأن المؤامرات وسحقوا المعارضة وأرسلوا مؤيديهم للمواجهة مع المحتجين ، وأوضحت الصحيفة أن بدائل المعارضة ليست أقل استبدادية، مشيرة إلى أحمد شفيق، مرشح الرئاسة، الذي خسر في جولة الإعادة، وكان آخر رئيس وزراء لمبارك، فضلاً عن حمدين صباحي الذي خسر دخول الإعادة بفارق ضئيل وهو ناصري تحدث عن تدخل الجيش للإطاحة بمرسي رغم انتخابه رئيسًا، وأوضحت "نيويورك تايمز" أن نتائج التصويت في الاستفتاء على الدستور، يمكنها أن تحكم على قدرة مرسي في استقرار مصر وعلى رهان أوباما أنه يمكن بناء شراكة فاعلة مع الحكومة التي يقودها الإخوان المسلمون، الجماعة التي رفضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لعقود واعتبرتها تهديدًا للقيم والمصالح الغربية، وقالت إن مسؤولي البيت الأبيض «يقولون إن رئيس مصر المنتخب ديمقراطيًا لأول مرة لديه فرصة فريدة لبناء عملية ديمقراطية ذات مصداقية بمشاركة واسعة، وهو الطريق الأكيد للاستقرار، إلا أن منتقدي الإخوان المسلمين رأوا أن الذراع القوية للرئيس مرسي تدفع باتجاه دستور مدعوم من الإسلاميين، وهو ما يثبت وجهة نظرهم أن السياسات الإسلامية تتعارض مع التسامح والتعددية والنقاش المفتوح الضروري للديمقراطية، كما ينتقدون مرسي بسبب تحوله إلى الاستبدادية ويقولون إن التحول أفقد محاولات أوباما على مدار عامين للتودد للقادة الإسلاميين في مصر مصداقيتها». وأضافت أن البعض لديهم شكوك في أن يستمر البيت الأبيض في نفس الصفقة التي اتبعها مع مبارك، بأن يتغاضى عن الأساليب «الخرقاء» التي يتبعها الإخوان المسلمون في مصر طالما استمر ذلك في تحقيق الاستقرار للنظام الإقليمي المدعوم أمريكيًا، إلا أن مستشاري أوباما يعارضون ذلك، بحسب الصحيفة، ويقولون إن أهداف الاستقرار والديمقراطية تسير جنبًا إلى جنب، لأن المصريين بعد الثورة لن يقبلوا بحكم الفرد المطلق كما كان يحدث في النظام القديم. ويرون أن خطوات مرسي المتعثرة حتى الآن تشير إلى مشاكل في الأساليب وليس في الأيديولوجية، ولها اتصال غير مباشر بسياساته الإسلامية. وقال دبلوماسي غربي في القاهرة، للصحيفة، إن المشكلة مع مرسي «ليست في كونه إسلاميًا، بل في كونه استبداديًا أم لا». وذكرت أنه «رغم الانتقادات الموجهة لمسودة الدستور الجديد إلا أن مسؤولي البيت الأبيض يقولون إنه لا يفرض نموذج الدولة الدينية على الرغم من وجود بعض الغموض به»، فيما تساءل تومي فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، عن الطريقة التي سيطبق بها البرلمان المقبل الدستور، ورؤيته لمصر.