أدرار تستضيف اجتماعا لقبائل شمال مالي لبحث الأزمة الأمنية بإقليم الأزواد أفادت مصادر مطلعة أن الجزائر استضافت اجتماعا لقبائل شمال مالي (الطوارق)، أين تطرقوا فيها للأزمة الأمنية التي يشهدها إقليم الأزواد سلمياً، والسعي لقطع الطريق أمام أي تدخل عسكري أجنبي لطرد الجماعات المتشددة التي تسيطر على الإقليم منذ أفريل المنصرم.وقالت هاته المصادر، إن أعيان قبائل شمال مالي التقوا نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة أدرار، لبحث سبل حل الأزمة بحضور شيوخ وأعيان من مناطق جزائرية تقع في كل من ولايتي أدرار وتمنراست. وجرى اللقاء تحت إشراف شيخ الزاوية التابعة لإحدى الطرق الصوفيةمولاي توهامي غيتاوي، الذي قال "إن الضمير الإنساني يحتم على الجميع تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل إنهاء الخلاف القائم بين الإخوة الفرقاء بشمال دولة مالي المجاورة والتي تربطها علاقات تاريخية وأخوية متينة مع الجزائر"، وأكد غيتاوي أن "الجزائر تحرص على إيجاد حل لهذه الأزمة القائمة بين طرفي النزاع والمتمثلين في حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين إيمانا منها بأن الفتنة لا تولد إلا مزيدا من حالة عدم الاستقرار والمعاناة"، مشددا على ضرورة "مساهمة كل الأطراف في تحقيق مصالحة مالية تضمن حقوق كل أطياف الشعب المالي في العيش في جو أخوي دون إقصاء أو تهميش". وأوضح أن إطلاق مبادرة اجتماع الجزائر اقتضى استدعاء كل المعنيين من شيوخ قبائل وعشائر شمال مالي والجزائر "قصد الدخول في حوار جدي وهادف يتوج بتشكيل مجلس أعيان يسهر على تحقيق مشروع المصالحة بين كل الأطراف المعنية بالوضع القائم بشمال مالي والوصول إلى إعداد تقرير مفصل عن أسباب الأزمة ومطالب كل طرف ليتم رفعه إلى الجهات العليا"، وقال المتحدث إن الحاضرين أكدوا على "الأهمية البالغة لهذه المبادرة التي تبرز النية الحقيقة في التوصل إلى حل نهائي سلمي للأزمة بشمال مالي يرضي الجميع". ووجه الحاج محمد أخاموخ وهو من أعيان طوارق ولاية تمنراست الجزائرية التي تقع على الحدود مع مالي، دعوة إلى أطراف النزاع أكد فيها على "ضرورة تغليب منطق الحوار البناء والهادئ من أجل تجسيد المصالحة بدولة مالي بما سيضمن أمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي"، مذكرا بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر من أجل إحلال الاستقرار بالمنطقة. من جهته ثمن رئيس مركز الشيخ سيد امختار للبحث والتوثيق بمنطقة غاو، شمال مالي، الشيخ بن همادة، هذه الجهود التي يبذلها الأعيان، مشددا على الأهمية البالغة لهذه الخطوة في الوقت الراهن "حفاظا على الأمن والاستقرار بالمنطقة وضمانا لحقوق كل أطراف النزاع"، أما الحاج معروف ايداو علي، وهو من أعيان ولاية أدرار، فأعرب عن أمله في أن تكلل هذه الجهود بالنجاح، مشيرا الى أن حضور المدعوين من مسافات بعيدة "دليل حي آخر على توفر نية صادقة للتوصل إلى الحل للوضع القائم بهذه الدولة المجاورة".واستؤنف اجتماع الأعيان أول أمس، بمقر زاوية مولاي توهامي غيتاوي، للتوصل إلى تشكيل مجلس الأعيان لمباشرة عمل ميداني يحقق المصالحة بين أطراف النزاع بشمال دولة مالي، حيث يأتي اجتماع الجزائر في وقت دعا فيه مجلس الأمن الدولي إلى نشر بعثة دولية بقيادة إفريقية في مالي بشكل عاجل بعد تقارير عن تحركات عسكرية وهجمات مسلحة في شمال مالي. وقد أعرب مجلس الأمن في بيان له عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي أفادت بحدوث تحركات عسكرية وهجمات من جماعات "إرهابية ومتطرفة" في شمال مالي وخاصة سيطرة تلك الجماعات على مدينة كونا قرب موبتي. وأضاف البيان "يعيد أعضاء مجلس الأمن الدولي دعوتهم لجميع الدول الأعضاء للمساعدة في حل الأزمة في مالي وخاصة تقديم المساعدة لقوات الأمن والدفاع المالية للحد من التهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية والمجموعات المرتبطة بها". إذ دعا إلى "وضع خارطة طريق سياسية متفق عليها تتضمن إجراء مفاوضات جادة مع الأطراف المالية غير المتطرفة في الشمال وتؤكد على الاستعادة الكاملة للحكم الديمقراطي"، وكان مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع الشهر الماضي القرار رقم 2085 الذي يسمح بنشر بعثة دعم دولية في مالي بقيادة إفريقية لفترة أولية مدتها عام واحد. وإلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أول أمس، إن فرنسا "ستستجيب لطلب مالي من أجل المساعدة العسكرية لدعمها في صد الهجوم الذي تقوم به جماعات متطرفة ولكن في إطار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".واضاف هولاند في الكلمة التي ألقاها خلال اجتماع بمقر الرئاسة الفرنسية مع السفراء الفرنسيين في العالم، "نحن في مواجهة اعتداء سافر يهدد وجود مالي"، مؤكدا على أن "بلاده قررت أن تستجيب إلى جانب شركائها الأفارقة للطلب الذي أطلقته سلطات مالي في هذا الصدد في إطار التنفيذ الدقيق لقرارات مجلس الأمن"، مشددا في الوقت نفسه على أن "فرنسا ستكون مستعدة لوقف حملة الإرهابيين إذا واصلو تحركاتهم"، وفي السياق نفسه، سيقوم الوزير الأول المالي، ديانغو سيسيكا، اليوم الأحد وغدا الاثنين بزيارة عمل للجزائر بدعوة من نظيره الجزائري عبد الملك سلال. وقال بيان صادر عن رئاسة الحكومة الجزائرية إن " هذه الزيارة التي تندرج في اطار المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين ستسمح باستعراض حالة التعاون الثنائي وكذا افاق تعزيزه وتوسيعه" ، وأشار إلى أن "هذه الزيارة ستكون فرصة للطرفين لتبادل معمق لوجهات النظر حول الوضع في شمال مالي والجهود الجارية لتسوية الازمة المتعددة الابعاد التي يواجهها هذا البلد" . وأضاف أن "الطرفين سيبحثان في نفس السياق سبل وإمكانيات تعزيز التعاون بين بلدان الميدان والشركاء غير الإقليميين للقضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة اللذين يشكلان تهديدا للاستقرار والأمن في منطقة الساحل "، وذكر البيان أن الوزيرالأول المالي سيرافقه في الزيارة وفد يضم وزراء الدفاع والإدارة الإقليمية والتجهيز والنقل.