شدد الجيش المالي أمس، تدابير الأمن في مدينة غاو أكبر مدن شمال مالي عقب الهجوم الانتحاري الذي استهدف نقطة تفتيش بضواحي المدينة. وأفادت صادر إعلامية أن القوات المالية في غاو أمنت نقاط التفتيش بأكياس الرمال والأسلحة الآلية الثقيلة وقطعت الأشجار لتحسين الرؤية وجهزت الرشاشات الثقيلة وسير الجنود النيجريون مزيدا من الدوريات عقب الهجوم الانتحاري الذي وقع الجمعة الماضي وسط مخاوف بشأن التمرد في البلاد. كما عثر على ألغام على الطرق المحيطة بالمدينة أين قتل أربعة مدنيين ماليين وجنديان، الأربعاء الماضي، إثر انفجار لغم لدى مرور سيارتهم بين 'دونتزا' و'غاو'. وكان انتحاري قد فجر حزامه الناسف الجمعة المنصرم من على متن دراجة نارية عند نقطة تفتيش ما أدى إلى مقتل الانتحاري وإصابة جندي واحد وفقا لتقارير، وتزداد المخاوف بشأن الهجمات الانتحارية منذ اكتشاف متفجرات في مدينة غاو في وقت سابق من الأسبوع الجاري. وفي هذا الصدد حذر أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون الخميس الماضي من أن جماعات مسلحة وعناصر إرهابية فرت نتيجة للحملة التي شنتها القوات الفرنسية في مالي قد يعودون إلى البلاد لشن هجمات انتقامية على الرغم من أن العمليات العسكرية الفرنسية هناك أثبتت فعاليتها ونجاحها حتى اللحظة. وفي باماكو، أدان الرئيس المالي، ديونكوندا تراوري، بشدة، الجمعة الفارط، تبادل إطلاق النار الذي وصفة ب"الأخوي" بين جنود ماليين في معسكر القبعات الحمر الذي أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، ووجه نداء جديدا من أجل "الوحدة المقدسة التي لا بد منها" بعد استعادة شمال مالي من المجموعات الإسلامية المسلحة، وقال تراوري "اطلب منكم ان توقفوا نهائيا هذه المواجهات المتكررة في داخل الجيش المالي الذي يتعين عليه القيام بكل ما في وسعه لتطهير صفوفه والقيام بواجبه". وأوضح الرئيس المالي أن رئيس الوزراء، ديانغو سيسيكو أنه سيستقبل، اليوم الاثنين، مندوبي القبعات الحمر "لإيجاد حل نهائي لهذه الأزمة". والجدير بالذكر أن الجيش المالي قد تمكن من إيقاف شابان، أمس الأول، وهما يرتديان حزامين ناسفين على بعد 20 كلم شمال غاو، غداة أول عملية انتحارية تسجل في شمال مالي، وفي هذا الشأن قال، إبن مسؤول محلي في قرية مجاورة ل'غاو'، عمر مايغا، "لقد اعتقلنا في وقت مبكر من يوم السبت شابين، احدهما عربي والآخر من الطوارق، كانا يرتديان حزامين ناسفين، وكانا يمتطيان حمارين". وكانت حركة "التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا، إحدى المجموعات المسلحة التي كانت تحتل منذ أشهر شمال مالي، قد تبنت الهجوم الانتحاري، وأعلنت الخميس الفارط أنها تعتبر المنطقة "منطقة نزاع جديدة" متوعدة بمهاجمة قوافل وزرع ألغام وتدريب انتحاريين.