تم أمس الأول، عرض مسرحية "فرعون" أخر أعمال التعاونية الثقافية لمسرح سطيف، على خشبة المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، والذي يعالج فيه الكاتب المسرحي بوساهل عبد المالك بوساهل، موضوع الراهن العربي، في ظل الأحداث الأخيرة المسماة ب"الربيع العربي"، و ذلك على خلفية موضوع أخر لا يقل خطورة، وهو موضوع "الحراقة "، أو "الهجرة غير الشرعية للشباب". وقد تمكن هذا العمل الذي قدم بأسلوب كوميدي أو عبثي -كما وصفه صاحب النص- من مداعبة الأحاسيس المكتومة للجمهور، وإيقاظ وعيه تجاه قضايا حيوية، ومصيرية تتعلق بمستقبله ومستقبل وطنه، فكان رد فعله طيلة العرض في المستوى، حيث تجاوب مع قوة بعض المواقف التي هزته، سواء لحظات الذروة الدرامية أو المواقف الهزلية. وقد تمكن الممثلون من تجاوز جمود الديكور البسيط، المتمثل في حاوية مهجورة، يحيط بها سواد الليل وسكونه، الذي تشقه أصوات الموج المرتطم بالشاطئ بين الحين والأخر، وأحلام الشباب في بلوغ عالم فيه الحياة أجمل. وقد حط هذا العمل الجديد للتعاونية، والذي أخرجه نبيل بن سكة، بالمسرح الوطني، بعد جولة في العديد من المدن الجزائرية، ونال جائزة التحكيم في الطبعة الأخيرة من مهرجان مستغانم لمسرح الهواة . وأكد الكاتب الذي قام بدور الملك في المسرحية، أن هذا العمل مرشح للمشاركة في مهرجانات عربية بتونس والمغرب، كما سيعرض بباريس للجالية الجزائرية، ويشارك أيضا في مهرجان المتوسط بايطاليا