تضع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية آخر الروتوشات واللمسات عن البرنامج الجديد الرامي إلى تعزيز قدرات التدخل في إخماد الحرائق وأيضا مكافحة التصحر وتوسيع نطاق التشجير تحسبا لفصل الصيف القادم وذلك من خلال العديد من الإجراءات أهمها دعم نشاط مجموعات مكافحة الحرائق ب 500 فرقة إضافية ورصد أغلفة مالية معتبرة لتوسيع عمليات التشجير لمكافحة ظاهرة زحف الرمال التي بلغت بوابة الولايات التي تمتد على سلسلة الهضاب التلية ( الجلفة والمسيلة وتيارت....). وقالت مديرة قسم مكافحة التصحر وحماية الغطاء النباتي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية في تصريح إذاعي أمس الأول الخميس أن الوزارة عازمة على إنجاح البرنامج الوقائي خلال فصل الصيف المقبل حتى لا تتكرر سيناريوهات السنوات الماضية، حيث التهمت ألسنة النيران مئات الآلاف من الهكتارات من الغطاء النباتي في أكثر من 16 ولاية شمال البلاد مؤكدة أن برنامج هذه السنة سينطلق وخلافا لكل الأعوام الماضية خلال النصف الأول من شهر ماي بعد أن كان البرنامج يشرع فيه خلال النصف الأول من شهر جوان. وجديد هذا العام حسب ذات المتحدثة يكمن في تعزيز فرق التدخل ب 500 فرقة جديدة سيتم توزيعها عبر المناطق المصنفة في المرتبة الأولى من حيث حدة الخطر وهي الولايات التي تتمتع بغطاء نباتي معتبر مثل المناطق المرتفعة ( البليدة والقبائل الكبرى وجيجل وباتنة وسوق أهراس وأم البواقي والتي أتلفت فيها النيران العام الماضي ما يتراوح ما بين 40 إلى 60 بالمائة من غطائها النباتي. وكشفت ذات المتحدثة أن مصالحها وبالتنسيق مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية تضع آخر اللمسات لبرنامج استئجار طائرات من فرنسا لدعم نشاط فرق مكافحة حرائق الغابات لكن لم تكشف عن عدد الطائرات التي سيتم استئجارها ولا القيمة المالية للصفقة. وبخصوص برنامج مكافحة التصحر قالت ذات المسؤولة أن الوزارة حددت قبل حوالي 3 سنوات هدف تشجير 1.7 مليون هكتار وهو البرنامج الذي يسير وفق ما خطط له أما في العام الجاري 2010 فإن الوزارة حددت هدف تشجير 70 ألف هكتار مع تنويع شتائل الأشجار لأن الدراسات بينت أن شتلة الصنوبر الحلبي التي كان يعتمد عليها في برامج التشجير الماضية هي سريعة الالتهاب وليست مقاومة بنفس درجة شتائل متوسطية أخرى. وقالت نفس المتحدثة أنه تم انتقاء تلمسان كولاية نموذجية لاختبار تقنيات مراقبة الغطاء النباتي عبر الساتل وهي العملية التي أثبتت نتائج مشجعة تبقى حافز لتعميم العملية إلى واليات أخرى سيما تلك التي تتواجد على امتداد الشريط ذي مستوى الخطر المرتفع جدا في مجال الحرائق والتصحر.