كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أمس عن برنامج عمل مكثف في إطار مخطط حماية للموروث الغابي من أخطار الحرائق والأمراض باعتماد الوقاية ومضاعفة حملات التشجير، مؤكد أن هذه الأخيرة لا تتعدى 11 بالمائة على مستوى شمال الوطن. وأضاف السيد بن عيسى على هامش افتتاحه أشغال اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الغابات بمقر المديرية العامة للغابات أن مصالحه تدرس حاليا بالتنسيق مع هذه الأخيرة عدة مشاريع وإجراءات جديدة للنهوض بالموروث الغابي تخص أساسا حماية الأحواض المتدفقة على مسافة 3 ملايين و500 مائة هكتار، بالإضافة إلى رصد برنامجين يخصان مكافحة التصحر، وحماية الحظائر والنباتات المحمية يجسدان في الميدان قبل نهاية الجارية. وأكد الوزير أن هذه المشاريع تدخل في إطار برامج التجديد الريفي التي أطلقتها الوزارة، وتتكفل بها اللجنة الوطنية لحماية الغابات بمشاركة المواطنين. مبرزا في هذا الخصوص الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات العمومية لقطاع الغابات بالجزائر لاسيما فيما يخص الموارد المالية التي استفاد منها القطاع والمقدرة ب60مليار دينار. ومن جهة أخرى، دشن وزير الفلاحة والتنمية الريفية مقر الاتصالات اللاسلكية التابع لمديرية الغابات، حيث أكد القائمون عليه أنه يعمل بالتنسيق مع مصالح الغابات الجهوية والولائية ومصالح الحماية المدنية في تحديد مكان الحرائق ونقاط التدخل. ومن جهتهم تطرق المشاركون في أشغال اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الغابات إلى مخطط الوقاية ومكافحة الحرائق الذي أعدته اللجنة على مستوى 40 ولاية معنية باعتماد حملات التحسيس، حيث تم تنشيط 167 محاضرة نقاش في المؤسسات التربوية والثقافية وتنظيم 79 معرضا وأبوابا مفتوحة حول الغابات، بالاضافة الى القيام ب942 لقاء تحسيسي جواري تجاه العائلات الريفية الساكنة قرب الغابات، كما وزعت اللجنة 10223 ملصقة ومطوية تعرّف بفوائد الغابة باعتبارها رئة المجتمع. وفي سياق آخر، وبخصوص أشغال الوقاية التي تبنتها لجنة حماية الغابات لهذه السنة فقد تمت تهيئة 836 هكتار مستها الحرائق، وتهيئة حواف الطرقات العابرة على الأشرطة الغابية من طرف أعوان الأشغال العمومية والبلديات على طول مسافة 1173 كلم، كما تمت تهيئة وتنظيف حواف الخطوط الكهربائية على مسافة 60 كلم، إضافة إلى خطوط السكة الحديدية العابرة للأشرطة الغابية على طول 215 كلم. كما ساهم في تفعيل مخطط الوقاية، 40 لجنة ولائية، 451 لجنة على مستوى الدوائر، و1284 لجنة بلدية كأعضاء تنسيق للعب دور ريادي للتدخل والحماية ضد حرائق الغابات. ويضيف المشاركون أنه تم التركيز في هذا المخطط على الوسائل البشرية من خلال استحداث 600 منصب مالي لأعوان حماية الغابات، و3500 منصب عون مؤقت بالإضافة إلى الوسائل المادية والمعدات المخصصة للتدخل من طرف أعوان الحماية المدنية، لاسيما الفرق المتنقلة ومراكز الرصد. وفي سياق آخر، تطرق المشاركون في هذا الاجتماع المخصص لحماية الغابات من الحرائق، الى إشكال آخر يهدد حياة الأشجار والموروث الغابي بصفة عامة والمتمثل في الأمراض التي تحدثها دودة الصنوبر، حيث قدم السيد عباس نائب مدير الغابات إحصائيات المساحة المتضررة من آثار هذه الدودة في الولايات المعنية والتي توصل إليها المعهد الوطني للأبحاث الغابية، كما قامت مديرية الغابات خلال هذه السنة بمعالجة 40 ألف هكتار من المساحة المتضررة عن طريق المعالجة الجوية التي تم الإعداد لها بالتعاون مع المعهد الوطني للأبحاث الغابية الأمر الذي سمح حسب نائب مدير الغابات بتسجيل فعالية في الميدان بنسبة 80 بالمائة من مساحة الغابات المعالجة. وفيما يخص الحرائق المسجلة سنة 2008 أكد السيد نوّال مدير بإدارة الغابات أنها أتت على 2378 منزل، ومست مساحة إجمالية مقدرة ب26015 هكتار منها 10578 هكتار متعلق بالغابات وذلك بنسبة 41 بالمائة. وأضاف السيد نوّال أن 37 ولاية من القطر الوطني مستها هذه الحرائق، مؤكدا أن ولاية بجاية تأتي في مقدمة هذه الولايات بمساحة متضررة قدرت ب2798 هكتار، بنسبة 10.15بالمائة من المساحة الإجمالية المسجلة على المستوى الوطني. كما سجلت ولاية الطارف أكبر عدد من المنازل المتضررة والمقدرة ب241 منزل بنسبة مئوية وصلت 10.13 بالمائة من العدد الإجمالي المسجل على المستوى الوطني. وقد خلص المشاركون في أشغال اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الغابات إلى ضرورة تكثيف جهود المعنيين بهذا القطاع والمقدر عددهم ب23 ممثلا عن القطاعات الوزارية الأخرى، لحماية الموروث الغابي من الحرائق والأخطار الأخرى وإدراج هذا العمل المتضامن في إطار سياسات التجديد الريفي التي بادرت بها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية.