يلقى المدرب الوطني رابح سعدان إشادة واسعة النطاق من عدة أطراف على المستوى العربي والقاري على المسؤولية الكبيرة التي يحملها على عاتقه عندما قرر قيادة العارضة الفنية للخضر في نهائيات كأس العالم القادمة، حيث في وقت يتهرب فيه مدربون أفارقة معروفون من تولي ذات المنصب في منتخبات بلدانهم التي ستشارك بدورها في هذا الحدث العالمي، لم يتأخر سعدان في قبول هذه المهمة الشاقة خاصة وهو يدرك أنه يحمل آمال 35 مليون جزائري، ولذلك فهويعتبر المدرب الإفريقي والعربي الوحيد الذي سيتواجد في جنوب إفريقيا خلال شهر جوان المقبل رغم تأهل ستة منتخبات إفريقية للمونديال، وأكثر من ذلك، فقد بدأ يطمئن الشعب الجزائري على صحة المنتخب وأنه قادر على صنع المفاجئة في بلاد مانديلا رغم وجود منافسين من العيار الثقيل. وحسب العديد من النقاد فإنه كان من المفروض أن يكون هناك مدربين إثنين على الأقل، يقودا المنتخبات الإفريقية في مونديال 2010، إلا أن النيجيري شابيو أمادو أجبر على ترك منصبه بعد نهائيات كأس الأمم الإفريقية بأنغولا وذلك عقب إخفاقه في قيادة المنتخب النيجيري للمباراة النهائية على الأقل، ويمكن القول أيضا أن مدرب كوديفوار الجديد سوف لن يكون إفريقيا، بعدما تأكدت صباح أمس تكهنات بعض الصحف السويدية عندما أعلنت قبل أيام عدة أنه تمت الموافقة على تعيين المدرب السابق للمنتخب الإنجليزي، السويدي سفن غوران اريكسون. الثقة أصبحت منعدمة في المدربين المحليين في إفريقيا وإذا تم النظر في تاريخ إفريقيا في كأس العالم، ناهيك عن التقاليد، فينبغي على المراقبين الاستعداد لمثل هذا الواقع، إذ يقوم بتدريب 24 منتخبا إفريقيا من الفرق ال34 التي تنافست على المشاركة في نهائيات كأس العالم، مدربين أجانب، منهم تسعة فرنسيون، وخمسة يوغوسلافيين المولد وألمانيان وبرازيليان والبقية من اسكتلندا وهولندا وروسيا والسويد والقطب الفرنسي، ومع عدم وجود أي مدرب إفريقي في أي وقت مضى قاد منتخب بلاده إلى المرحلة الثانية من نهائيات كأس العالم، فيبدو أن المدربين الأجانب سيستمرون في ذلك النهج أيضا. فسعدان كاد أن يساعد في صنع التاريخ في بداية ثمانينات القرن الماضي، فالمدرب المتمرس الذي يبلغ ال63 عاما قاد الجزائر إلى آخر نهائيات له في عام 1968، وعمل مساعدا لكل من محي الدين خالف ورشيد مخلوفي في مونديال إسبانيا سنة 1982، عندما تلقى حلم المدربين الأفارقة ضربة قاضية سيئة السمعة في مباراة "عار خيخون" المعروفة التي جرت بين النمسا وألمانيا الغربية عندما لعبا بطريقة غريبة، أدت إلى عدم تأهل الجزائر للمرة الأولى، والمرة الوحيدة حتى الآن، من مرحلة المجموعات، ووجود مدرب إفريقي واحد في نهائيات جنوب إفريقيا يدل على انعدام ثقة الناس بالمدربين المحليين، وأنها حقا حال سلبية، خصوصا عند الأخذ بعين الاعتبار أن خمسة من ست بطولات تحت ال17 أو20 سنة التي فازت بها إفريقيا كان يقودها مدربون محليون، في حين كانت مكافأة تيتيه سيلاس بعد قيادة منتخب غانا للفوز بكأس العالم تحت ال20 سنة العام الماضي، هي تدريب منتخب رواندا، وهي وظيفة مشرفة، إلا أنه كان يتوقع أكثر من ذلك. مدربون أفارقة أهلوا بلدانهم للمونديال ثم تم استبدالهم بأجانب ورغم تحقيقه للأهداف المحددة له وهي تأهيل نيجيريا لنهائيات كأس العالم 2010 والوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس الأمم الإفريقية، إلا أنه تمت إقالة أمادو لعدم الاقتناع بطبيعة أدائه وحل محله رجلا لم يدرب في إفريقيا أبدا وهو السويدي لارس لاجرباك الذي لم يجتمع مع لاعبي المنتخب بعد والذي يتوقع منهم أن يتألقوا في هذه النهائيات، إلا إذا كان قد خفض قبل خمسة أشهر خسائره أم أن الاتحاد النيجيري لكرة القدم فعل ذلك، وبما أن لدى هذا السويدي الخبرة الدولية وعلى مستويات عليا، فإنها هي التي يركض وراءها العديد من اتحادات الكرة الإفريقية، إيمانا منها بأن الابتكارات المتفوقة والتكتيكات والانضباط تقع خارج القارة. هل خبرة المدرب الإفريقي تتوقف في منافسة كأس إفريقيا فقط ؟ والنقطة الأهم هي أنه من المؤكد أن العديد من المدربين الأفارقة سيتابعون بنوع من الحسرة قيادة الأجانب لمنتخبات بلدانهم في جنوب إفريقيا على غرار الصربي ميلوفان رايفيتش، الذي يدرب المنتخب الغاني وتعامل الفرنسي بول لوغوين، الذي قاد ليون للفوز بالدوري الفرنسي ثلاثة مرات متتالية، مع الكاميرون، وقيادة البرازيلي الفائز بكأس العالم في عام 1994 كارلوس البرتوباريرا لمنتخب البلد المنظم جنوب إفريقيا. هذا وقد سبق لاتحاد الكرة في جنوب إفريقيا أن وعد أنه سيقوم بعد نهاية بطولة كأس العالم مباشرة، بتعيين مدربا محليا للمنتخب، مع احتمال كبير بتعيين غافن هانت مدرب نادي سوبرسبورت يونايتد بهذا المنصب، ولكن هذا سيحصل فقط بعد نهائيات كأس العالم، إذ يؤكد ثروت مولوتوأن المسؤولين الأفارقة يعتقدون دائما بأن المدرب المحلي يكون جيدا فقط في كأس الأمم الإفريقية وليس كأس العالم.