لن ينزل تقرير بعثة البرلمان الأوروبي بردا وسلاما على المملكة المغربية، فحسب ما ذكرته صحيفة "البايس" الإسبانية فإن السلطات المغربية متهمة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية، والأمر ليس بجديد على نظام لازال يعتمد على القمع لإسكات الصحراويين، وإن كان ما سربته جريدة "البايس" الإسبانية بشأن هذا التقرير لا يشكل مفاجأة للطبيعة التي تميز النظام المغربي وتعامله مع الشعب الصحراوي، فالأكيد أن المفاجأة ستكون كبيرة على العرش الملكي الذي يعمل ليل نهار لتبييض صفحات من تاريخه المسود أصلا في قضية الصحراء وهذا ما جعل المخزن يوجه انتقادات كثيرة وهجوما متكررا على الجزائر يتهم فيها السلطات الجزائرية بانتهاكات حقوق اللاجئين الصحراويين في تندوف، رغم أن كل تقارير لجان حقوق الإنسان التي زارت المخيمات مرات كثيرة تدحض الاتهامات المغربية الموجهة صوب الجزائر، والأكيد أن المغرب بهجومه المركز الذي اتخذه كاستراتيجية ضغط على الجزائر في الآونة الأخيرة قد كبده ما لم يكن ينتظره، فلم تنفعه فرنسا التي تساند أطروحاته فيما يخص قضية الصحراء، لأنه ببساطة اختار الحليف الخطأ فلا أحد يخفى عنه أن سياسة فرنسا في قضية الصحراء هو للتشويش على الجزائر ومحاولة إضعافها لمصالح خاصة، وأيضا لمشاكل تاريخية لازالت فرنسا تحاول التهرب منها بالوقوف مع المغرب في قضية الصحراء، وبغض النظر عن الموقف الفرنسي فالأكيد أن العالم كله يعرف قضية الشعب الصحراوي، ويكون من الغريب على دولة أن تمارس أبشع سبل الترهيب لمواطنين تدعي أنهم مغاربة، وإن كانوا فعلا مغاربة، كما تدعي، فلماذا تنتهك حقوقهم؟ ولو كانوا مغاربة، فلماذا يطالبون بحريتهم؟ ولا نعتقد أنه يوجد شعب في العالم يبحث عن استقلاله عن بلده، مشكلة المغرب اليوم أنه كل يوم تزداد مأساته في الصحراء الغربية، وكل يوم تسقط عنه ورقة التوت، ومشكلته الكبرى أنه يعتقد دوما أنه يربح أوراقا جيدة في القضية وواقع الحال أن الأوراق الرابحة كلها سحبت منه، ولعل آخر ورقة كان يلعب عليها هي قضية الصحراويين الذين يرى المغرب أن حقوقهم انتهكت في مخيمات تندوف، إلا أن سحر المغرب انقلب عليه لأن الانتهاكات الإنسانية ظهرت في سجونه وفي الأراضي الصحراوية المحتلة، وبشهادة التقرير الأخير الذي سربته جريدة "البايس" الإسبانية، وفي كل مرة يقع نظام المخزن في سوء تدبيره يحاول توريط الجزائر في قضايا أخرى جديدة، كقضية فتح الحدود أو قضية انتهاك حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، أو بناء الصرح المغاربي الذي يزعم المغرب أن الجزائر تعمل على تعطيله، ومع كل هذا لازال المغرب يكابر ويحلم بإمبراطورية تمتد إلى نهر السنغال، ويعتقد بأحقيته في أراض تعترف بها كل دول العام وهيئاته المختلفة التي يعترف بها المغرب بل ويملك حق العضوية فيها، فمتى يستيقظ النظام المغربي من أحلام التاريخ التي مرت عليها قرون وغيرت خارطة الدنيا كما غيرت خارطة منطقتنا..؟