أكدت الصحف الإسبانية عشية نشر تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومن رايتس واتش" الأمريكية بأن "المغرب يوجد في قفص الاتهام" بسبب القمع الذي يرتكبه في الصحراء الغربية متهمة إياه بانتهاك حقوق الإنسان في المستعمرة الإسبانية القديمة. وكتبت صحيفة "الموندو" تحت عنوان "المغرب ينتهك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية" أن التقرير سجل "الانتهاكات الخطيرة المرتكبة ضد حرية التعبير في الأراضي التي يحتلها المغرب منذ سنة 1975". وأكدت الصحيفة نقلا عن ايريك غولدشتاين وهو باحث مختص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة "هيومن رايتس واتش" أنه في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف "ثمة حرية في التنقل ولا يوجد معتقلين سياسيين يسمح بانتقاد تسيير جبهة البوليزاريو". وأضاف بأن السلطات المغربية تعتبر كل معارضة على هيمنة المغرب على الصحراء الغربية "هجوما غير شرعي على السلامة الترابية" للبلد سمشيرا إلى أن "مشاكل عديدة نجمت عن هذا الحظر الذي يتعارض مع حرية التعبير". وأكدت الصحيفة التي تناولت مقاطع كبيرة من تقرير المنظمة الحقوقية الأمريكية أن المناضلين الصحراويين الذي يدافعون عن حقهم في تنظيم استفتاء لتقرير المصير يعانون "من مختلف أشكال المضايقات بما في ذلك القيود المفروضة عليهم كالحرمان من السفر والاعتقالات التعسفية والضرب والمحاكمات الصورية والسجن باتهامات كاذبة". وأضاف الخبير أن "معاملة المغرب للصحراويين الذين يعارضون هيمنته المتواصلة على الصحراء الغربية تعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان" مشيرا إلى أن "النظام القضائي في المغرب غير مستقل ولا يضمن محاكمات عادلة وذلك يعني توسعا للعمليات الأمنية". وكتبت صحيفة "الباييس" من جهتها تحت عنوان "تقرير دولي يتهم المغرب بممارسة التعذيب في الصحراء الغربية" ويبرز اقتراح منظمة "هيومن رايتس واتش" لتوسيع مهمة بعثة "المينورسو" إلى مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وذكرت الصحيفة أن الأمين العام لرئاسة الحكومة الإسبانية بيرناردينو ليون كان قد ساند توسيع صلاحيات المينورسو خلال زيارته للرباط في جوان 2005، بعد الحملة القمعية التي شنها المغرب ضد الصحراويين قبل شهر بالعيون المحتلة. وقد صرح رئيس الحكومة الاسباني خوسي لويس رودريغيث ثاباثيرو يوم الثلاثاء الماضي خلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير الأول المغربي عباس الفاسي بعد الاجتماع الإسباني المغربي الرفيع المستوى التاسع أن "ترقية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية تشكل انشغالا كبيرا بالنسبة لإسبانيا". كما عنونت صحيفة "البيريوديكو دي كاتالونيا" في نفس السياق "المغرب في قفص الاتهام بسبب القمع في الصحراء الغربية" حيث ذكر بتقرير المنظمة الأمريكية للدفاع عن حقوق الإنسان مشيرا إلى أن "المغرب ينتهك حقوق الإنسان بقمعه للصحراويين الذين يدافعون عن الاستقلال". كما نقلت صحيفة برشلونة من جهة أخرى أن تقرير "هيومن رايتس واتش" أثار غضب الحكومة المغربية التي أكدت أنه "لا يحق لأي منظمة التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب". كما نشرت يوميات إسبانية أخرى عديدة مقاطع من هذا التقرير على غرار يومية أ بي سي التي عنونت مقالها ب "تقرير يتهم المغرب بانتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية". ويأتي هذا التقرير ليفضح التصريحات التي أدلى بها يوم الثلاثاء الماضي بمدريد الوزير الأول المغربي عباس الفاسي الذي أنكر بشكل قاطع انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب لا سيما في الأراضي الصحراوية.