حملت النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين وزارة الصحة والسكان مسؤولية التكوين الذي يتلقاه النفسانيون ويملى عليهم من طرف وزارة التعليم العالي كونه بعيد عن المعيار الدولي ولا يستجيب لمتطلبات الصحة النفسية والواقع لدى الممارسة وطالبت بإعادة النظر في خريطة التكوين. اعتبرت النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين أن تنظيم المهنة داخل قطاع الصحة وإعادة النظر في التكوين الجامعي هما مطلبان تتمسكان بهما النقابة وتطالبان بهما حتى يتحققا، وتمت مناقشتهما على مدار الاجتماعين السابقين، وسيكونان محل نقاش خلال الاجتماع المقبل المزمع عقده في 10 ماي الجاري أي يوم الاثنين، مؤكدة أن جملة من المقترحات تم تحضيرها في هذا الإطار وستطرح على مسؤولي وزارة الصحة في هذا اللقاء الذين بدورهم سيقومون بعد ذلك بدراستها والشروع في التنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المعني الأول بتسطير برنامج التكوين للطلبة الذين يلتحقون بالجامعات ومعاهد علم النفس من أجل الحصول على شهادة على مدار 3 أو 4 سنوات ولكنها غير كافية و لا تكفي مقارنة بالمهمة التي توكل إلى الأخصائي النفساني لدى التحاقه بمنصبه ولما يشرع في ممارسة نشاطه أين يصطدم بالواقع كون التكوين النظري الذي تلقاه خلال مدة الدراسة في جهة والتطبيق في الميدان ومواجهة الواقع شيء آخر. وقال مصدر من النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين أمس أن البرنامج الذي يدرسه الأخصائي النفساني والتكوين الذي يتلقاه هذا الأخير بعيد عن المعيار الدولي ولا يتوافق معه خاصة إذا علمنا أنه في فرنسا الأخصائي النفساني يدرس 5 سنوات، في ألمانيا 6 سنوات وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية 8 سنوات، إضافة إلى أن الحاصل على شهادة ليسانس في علم النفس لما يسافر إلى الخارج لإكمال دراساته العليا لاسيما في فرنسا فانه مطالب بالكشف عن البرنامج الذي تلقاه طيلة سنوات الدراسة مع المعيار الدولي أم لا فإن كان العكس يخضع لسنة كاملة للتكوين من جديد حتى يسمح له بإكمال دراساته العليا. وانتقد ذات المصدر استمرار وزارة التعليم العالي في تسطير برامج التكوين لبعض القطاعات وهو ما يدعو إلى التنسيق معها قصد مناقشة، وهو حال وزارة الصحة التي هي مطالبة أكثر في الوقت الحالي بضرورة التنسيق مع وزارة التعليم العالي من أجل تسطير البرنامج الذي يفي بالغرض ويكون التكوين نوعيا وليس كميا وهذا من أجل يتأقلم الأخصائي النفساني مع الواقع لدى ممارسته لمهامه لاسيما وأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تفتخر بلغة الأرقام بعدد الطلبة المتخرجين من المعاهد والكليات وهو حال مثلا أخصائيي علم النفس المدرسي الذين لا يزال الكثير منهم بطالون في حين آخرون توجهوا نحو العمل في "السكرتارية"، و"الإدارة" في حين تستفحل العدوانية، الرسوب المدرسي، والأداء المدرسي، في المدرسة وعلى وزارة الصحة تحمل مسؤولياتها كاملة في هذه القضية