إن كنت تريد الوصول إلى بر الآمان وترتاح ماديا، ونفسيا ، وصحيا، و تنسى أن المرض سيغيب عنك خمس سنوات، وتنسى ربما أنه حتى الموت موجود لسنوات خمس أخرى آتية ، ما عليك سوى " الحرڤة " من صفوف الشعب ، و"الغاشي"، بواسطة حزب،نحو البرلمان لتصل إلى بر الآمان ويصير لك جواز سفر أحمر وسيارة، وسائق، وأمور ممَ لم تر أعين "الزوالية "، أو أسماعهم، ويمكنك ساعتها أن تغير رقم هاتفك وتتخلص من "الغاشي" والوعود التي وعدت بها الناس، فلا أحد يحاسبك عن الوعود وعن الكذب، فالكذب هو الركن الأول في السياسة والإخلال بهذه الوعود هو الركن الخامس فيها، وبينهما أركان متشابهات بني عليها المنصب النيابي، هكذا هي دورة الحياة النيابية، عند الكثيرين ممن اختاروا التكلم باسم الشعب فصاروا اسما بلا شعب، ولا أعتقد أن أحدا منهم وقف يوما أمام المرآة وهو يعدل ربطة عنقه على ساعة منتصف النهار، لأن النهار عند جل الذين انتقلوا إلى بر الآمان يبتدئ من منتصفه، وسأل نفسه عن الرسالة التي يحملها والوظيفة التي كلف بها، كل هذا لا يهم ما دام أن الحرڤة حملتهم إلى بر تحقيق الأماني والأحلام ،" وشبيك لبيك ارفع يدك كل شيء يكون بين يديكّ"، وحصانة على"الحارقين" إلى بر الأمان، ورحمة تتنزل على الذين "حرقوا " عبر البحر وماتوا بعدما نسوهم "الحارقين" إلى بر الأمان .