نتائج البكالوريا هذا العام أثبتت مرة أخرى، تفوق"نون النسوة" على "راء الرجلة" بنسبة تفوق أكثر من 60 بالمائة، والأكيد أن بعض الناقصين عقلا ودينا ولا أقول "الناقصات" سيرون في الأمر إنجازا مؤزرا وسيفاخرون به، وواقع الحال هو ليس إلا فشلا آخر وهروبا نحو الأمام، لأن الفكرة السائدة عند الشباب اليوم، أن الشهادة لا تصنع مستقبلا مضمونا، مادام أن المهندسين والأطباء وكل من تخرّج من الجامعة، سيحال على البطالة، وأيضا مقاييس التوظيف صارت لها شروط لا تتوفر إلا في الفتيات لدى بعض المسؤولين لدينا. "فراء الرجلة" صارت مشكلا لدى المؤسسات، لأنهم سيطالبون بأجور عادلة واحترام للقوانين. أما "نون النسوة"، فإضافة إلى كونها ديكورا مميزا لدى البعض في المؤسسات المختلفة، وأيضا من أجل الاستعمال لشؤون أخرى، يقبلن بأي أجر، وقلة منهن يتنازلن عن أمور كثيرة ولا يهم المهندسيون والمختصون، فنحن نستوردهم من هناك، حتى ولو كانوا في واقع الحال مجرد "مانوفريا" بدرجة مهندسين هنا. إن هذه النسبة لا تدل إلا على شيء واحد فقط، وهو أن الذكور من الطلبة يعتبرون الدراسة مضيعة للوقت، يتوجب التخلي عنها في وقت مبكر من أجل اللحاق بالمستقبل، ولو عن طريق "الحرڤة". أما الفتيات، فيرين أن أبواب المستقبل مقفولة والفوز بزوج أمر فيه نظر، في ظل بطالة الشباب، فلا يجدن سوى الدراسة ومواصلتها من أجل ضمان مستقبلهن وعدم المكوث في البيت. وأمام هذا الوضع، يمكن أن نقول إن الفتيات ظفرن بالبكالوريا، والشباب ب "حرڤة" عبر قوارب الموت.. ونهاية سنة سعيدة لهن ولهم.