قاربت أشغال مد الكابلات وتنصيب الأجهزة الجديدة التي تعتمد على نظام "أم سان" الذي يوفر باقة من القنوات التلفزيونية الرقمية، وأيضا خدمات الهاتف وتدفق المعلوماتية ذات السرعة الفائقة 50 ميغا بايت / الثانية، على الانتهاء، وهي المهمة التي كلف بها المجمع عبر الفرع المستحدث والذي سيتكفل بمهمة ضمان خدمات التلفزيون، الهاتف والأنترنيت عبر الألياف البصرية. ويدخل هذا المشروع في إطار برنامج واسع يهدف إلى رقمنة البث المرئي، لكن بضوابط يتيح للمواطنين مشاهدة ما يحلوا لهم من القنوات العربية أو الأجنبية مدرجة في باقة القنوات التلفزيونية الأكثر شهرة عالميا، والتي تتناسب مع ثقافة وعادات المجتمع الجزائري. وتضم هذه الباقة في مرحلة أولى، 60 قناة، على أن تتوسع مستقبلا لتصل إلى حدود 110 قنوات. وسيصبح المواطن الجزائري بإمكانه الاستفادة من هذه الخدمات حال الانتهاء وبشكل نهائي من عمليات تنصيب أجهزة جديدة تعتمد على نظام "أم سان"، الذي يوفر في نفس الوقت المكالمات والأنترنيت ذات السرعة الفائقة، إلى جانب التلفزة الرقمية والفيديو، عبر الطلب أو من خلال شبكة الألياف البصرية التي ستعمم قريبا على كامل مناطق التراب الوطني، حيث سيتم ربط الشمال بالجنوب الجزائري بهذه الشبكة عبر الكابل الرئيسي الذي تعمل على الجزائر على إنجازه على طول المحور الجزائر نيجيريا، والذي سيكون موازيا للطريق العابر للصحراء، إلى جانب شبكة أخرى ستمتد من الشرق إلى الغرب وستكون محاذية للطريق السيّار شرق غرب. وقد استكملت "اتصالات الجزائر" كل الأمور المتعلقة بضمان تزويد المشاهدين بهذه الخدمة، في انتظار صدور الرد من قبل وزارة الاتصال بخصوص القنوات التي ستبثها، حيث ستختار الوزارة ستين قناة تتوزع بين عربية وناطقة بالفرنسية في مجالات الأفلام والسينما، الأخبار، الأطفال والبرامج الترفيهية والوثائقية، وسيكون معيار الموافقة هو الخط الافتتاحي للقناة ومدى احترامها للمشاهدين من خلال بث برامج محترمة وذات مصداقية. وتأتي هذه الإجراءات، قبيل مباشرة الحكومة إستراتيجية لمحاربة انتشار الهوائيات المقعرة في خطة منها للحد من التبعية للقنوات الأجنبية التي تعمل بعضها على تغليظ الرأي العام، على غرار القنوات المسيحية الناطقة بالعربية التي تستهدف المشاهد الجزائري والذي يبلغ عددها حاليا 6 قنوات تبث عبر ساتلات كثيرة. قالت مصادر مقربة من فرع صيانة شبكة الإرسال الرقمي الأرضي بالمؤسسة العمومية للبث الإذاعي والتلفزي، إن المرحلة الأولى قد قاربت على الانتهاء بعد تركيب أعمدة البث بكل من "كاف لكحل" بقسنطينة، والجزائر العاصمة وسيدي بلعباس، ليشرع بعدها مباشرة في تطبيق المرحلة الثانية لضمان تغطية وطنية بالشمال تصل إلى 70 بالمائة. وستقتصر تغطية التلفزيون الرقمي الأرضي بشمال الوطن في المرحلة الأولى على 3 مناطق رئيسية كبرى، وذلك عقب تركيب ما تبقى من هوائيات الإرسال. كما أن الاستقبال بشمال الوطن سيتم عبر أجهزة خاصة تعتمد تقنيا على مبدأ فك تشفير البث، فيما يمكن استقبالها أيضا عبر جهاز صغير يركب في جهاز الكمبيوتر بعدما يتم تنصيب برنامج عمله. إلى جانب هذا، فإن أجهزة تلفزيون بلازما الحديثة الصنع، تتوفر على أداة فك التشفير للنظام الرابع للصوت والصورة، ما يسمح باستقبال ال "تي أن تي" دون اللجوء إلى أجهزة أخرى. وفي الوقت الذي سيستقبل فيه سكان الشمال التلفزيون الرقمي أرضيا، فإن سكان الجنوب الجزائري سيستفيدون من هذه الخدمة عبر القمر الصناعي "أتلانتيك بيرد 3 " بالمدار الفلكي 5 درجات غربا، باستخدام هوائي مقعر من الحجم الصغير الذي يتراوح طوله في حدود 60 سم، حيث توفر المؤسسة العمومية للبث الإذاعي والتلفزي نفس الباقة على حزمة تم اقتناؤها نهاية 2007 لهذا الغرض، مع تشفير بعض القنوات التي تتطلب ذلك بسبب عدم توفر التلفزيون الجزائري على حقوق البث الفضائية.