تعيش معظم الشواطئ الجيجلية هذه الأيام فوضى عارمة، وذلك بفعل الإقبال المتزايد للمصطافين عليها ومانجم عنه من ارتفاع جنوني في عدد التجار الذين يلهثون وراء الربح السريع من خلال بيع مختلف أنواع المواد الاستهلاكية رغم أن أغلبهم لايملكون رخصة للنشاط بالمساحات الشاطئية. ورغم التعليمات الصارمة التي أصدرها والي الولاية عشية انطلاق موسم الإصطياف والقاضية بتنقية الشواطئ من التجار الفوضويين والتعامل بصرامة مع كل من تخول له نفسه خرق القوانين التي تنظم النشاط بالفضاءات المذكورة، إلا أن الواقع الذي تعيشه الشواطئ الجيجلية هذه الأيام يبدومعاكسا تماما لهذه التعليمات بدليل قوافل الأطفال التي تجوب المساحات الشاطئية، وهي محملة بمختلف المواد الغدائية المشكوك في صلاحيتها، ناهيك عن عشرات الطاولات المنصوبة على طول المساحات المحاذية لبعض الشواطئ على غرار شاطئ كتامة المتواجد بعاصمة الولاية، وهي المناظر التي باتت جزءا لايتجزأ من الديكور القبيح للشواطئ الجيجلية كل موسم اصطياف في غياب الردع الذي لم يتخط بعد حدود التهديد والوعيد . ولاتتوقف الفوضى التي تلقي بظلالها على أهم الشواطئ الجيجلية، والتي وقفت عليها "الأمة العربية " في زيارة خاطفة لهذه الأخيرة على البيع الفوضوي الذي بات من الأشياء المألوفة، بل تعدتها إلى أمور أخرى باتت تقلق زوار هذه الشواطئ، ومن ذلك منطق الغاب المفروض من قبل بعض المجموعات الشبانية النشطة على مستوى هذه الشواطئ من خلال إجبار أصحاب السيارات على دفع اتاوات إضافية مقابل ركن سيارتهم ببعض الأماكن المتاخمة لهذه الشواطئ، وهومايفسر رد الفعل القوي للعديد من أصحاب السيارات إلى درجة نشوب شجارات بين الطرفين. هذا دون الحديث عن التصرفات الأخرى التي باتت بدورها قدرا محتوما على زوار هذه الشواطئ، ومن ذلك ظاهرة معاكسة الفتيات بأساليب مختلفة، وهي الظاهرة التي دفعت ببعض العائلات المحافظة إلى مقاطعة الشواطئ المختلطة والانعزال في أماكن بعيدة عن الأنظار ولوعلى حساب سلامتها طالما أن السباحة في شواطئ غير محروسة وغير مرخصة يعرض أفراد هذه العائلات للخطر سيما منهم الأطفال والمراهقين المعروفين بطيشهم ومغامراتهم الزائدة.