طمأن مدير الري لولاية بجاية السيد قصيبي سكان الولاية بعد الضجة الإعلامية التي شهدتها الساحة المحلية مؤخرا بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث من المياه الصالحة للشرب، والتي مصدرها "سد تيشحاف". وأشار مدير الري بأن هذه المياه سطحية تختلف ذوقا ورائحة عن المياه الجوفية والباطنية وهي صالحة للشرب مائة بالمائة، مؤكدا أن الأمور ستعود إلى نصابها بعد أسابيع من الاستغلال، وأرجع السبب إلى أنه ولأول مرة يستعمل ماء السد لتزويد السكان بالماء الشروب، وأن عملية تحسين الذوق وإزالة الرائحة الكريهة تجري على قدم وساق، وهذا باستعمال المواد العطرية المناسبة والصحية، والتي لا تخلق مشاكل للمستهلكين. أما من حيث جودتها، فإن المتحدث كشف عن مجموعة من التحليلات والاختبارات التي يقوم بها المركز الجديد الذي يتواجد على مستوى الولاية، والذي يتابع يوميا مدى صلاحية هذه المياه قبل توزيعها في شبكات المواطنين، في حين أبدى ذات المسؤول حرصه الكبير على السهر يوميا من أجل ضمان جودة الماء من حيث النوعية والذوق والرائحة وذلك لخدمة المواطن. وأضاف بأن عملية تزويد سكان الولاية سواء بالجهة الشرقية أو الغربية مستمرة، قصد توفير الماء الشروب بداية لمدة 12 ساعة يوميا إلى غاية الانتهاء الكلي من تجديد شبكة الولاية ومعالجة جميع التسربات، وبعد ذلك يتم الانتقال إلى 24 ساعة على 24 ساعة، كما هو مخطط له من قبل الدولة، واحتياطي الماء يفوق احتياجات الولاية. ويقدر حجم سد تيشحاف ب 48 مليون متر مكعب، وبالتالي فإن أزمة الماء ستختفي نهائيا في السنوات المقبلة، وهناك مجهودات أخرى تبذل لبناء سدين جديدين على مستوى الولاية كمرحلة مستقبلية لضمان الاكتفاء الذاتي للمنطقة كلها، وهذا بغض النظر عن المياه الباطنية التي ما تزال على حالها والتي تمثل مخزون إضافي. وأما سكان بلدية "القصر" فقد عبروا عن ارتياحهم الكبير لتوفر ماء الشروب في حنفياتهم على مدار 24 ساعة ولم يجدوا أي معاناة فيما يخص الذوق والرائحة، بل اعتبروا كل الأمور على ما يرام خاصة وأنهم كانوا يعانون من أزمة مياه خانقة، وكانوا يلجأون إلى اقتناء مياه الصهاريج والبعض الآخر يستعمل مياه المنابيع الطبيعية التي تباع من قبل الخواص. وللإشارة فإن ماء الحنفيات التي كانوا يستعملونها للغسيل فقط كانت ثقيلة ومركزة بالكلور مما جعلها غير قابلة للاستهلاك سابقا، أما الآن فإن هذه الأزمة قد أسدل الستار عليها بصفة نهائية، وفيما يخص حي"إحددن" الكائن بمدينة بجاية، فإن الأوضاع بدأت تعود إلى الاستقرار بعد التحسن الملحوظ في نوعية الماء القادم من سد "تيشيحاف" وبدأ السكان يتعودون على ذوق الماء، وقد تخلوا عن الخوف الذي كان يلازمهم طيلة الأسبوعين الماضيين. ولكن في المقابل ما تزال عدة قرى من الولاية تعاني أزمة الماء على غرار "أيت بوعيسى"، "بوخليفة" "فرعون"، "شميني" والقائمة طويلة، لكن في طريقها إلى المعالجة، والبرنامج الخماسي الجديد 2010 /2014 جاء لتطوير التنمية المحلية من خلال بعث المشاريع التنموية من جهة، والاهتمام بالعنصر البشري من جهة أخرى، وعلى رأس أولويات هذا البرنامج الطموح معالجة كل الأزمات التي تحاول أن تعصف باستقرار السكان، ومنها أزمة المياه الصالحة للشرب التي تبقى الشغل الشاغل للدولة.