لا تزال 15 عائلة تقطن منطقة آيت اعمر ببلدية تامريجت، شرق ولاية بجاية، تنتظر التدخل العاجل من طرف المسؤولين لإنقاذها من الموت الذي يتربص بها من حين لآخر، جراء تزايد خطر سقوط صخرة ضخمة تتواجد على مرتفع قريب من منازل المواطنين، الذين سبق لهم أن وجهوا عدة استغاثات للمعنيين دون جدوى. بدأت مأساة مواطني المنطقة مع هذا الخطر في أعقاب الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة في ماي 2006، أين قاربت شدتها ست درجات على سلم ريشتر. فإلى جانب الأضرار المادية والجسمانية التي خلّفتها الكارثة الطبيعية، ظهرت تشققات عميقة على مستوى صخرة كبيرة الحجم يفوق وزنها 800 متر مكعب، مشكلا بذلك أولى مراحل الخطر الذي بات يهدد سلامة المواطنين القاطنين أسفل الصخرة، الشيء الذي دفع اللجان التقنية المختصة إلى رصد التحركات الجيولوجية والتكثيف من معايناتها الميدانية نزولا عند رغبة المواطنين، حيث خلص عملها إلى إثبات وجود خطر دائم يحدق بحياة عشرات الأفراد المتواجدين في المنحدر، ولم يتوان بعدها المراقبون في إصدار إشارات التحذير من خطر انهيار الصخرة في أي لحظة على رؤوس القاطنين. ومنذ ذلك الوقت وإلى غاية اليوم، مرت أربع سنوات، لم يتوقف أهالي القرية عن مراسلة المسؤولين وعقد لقاءات متكررة معهم بهدف التحرك من أجل إزالة الخطر باستخدام كافة الوسائل المتاحة، من بينها تفكيك الصخرة لإنهاء مخاوف المواطنين، لكن مساعي المواطنين لم تأت بثمارها. وحسب ممثل جمعية سكان القرية الذي استنجد ب "الأمة العربية"، في محاولة جديدة لتمرير استغاثة أخرى من سكان المنطقة لتحريك ضمائر المسؤولين والإسراع لإيجاد الحل المناسب حيال المشكلة التي تؤرق حياتهم، فإنهم سئموا من الوعود الجوفاء التي سبق أن تلقوها على لسان المسؤولين دون أن تجسد ميدانيا. جدير بالذكر أن السكان تلقوا، السنة المنصرمة، بصيص أمل لإزالة الخطر، حيث تم رصد مبلغ مالي من قبل مديرية الأشغال العمومية، غير أنهم تفاجأوا بتحويل تلك الأموال إلى مشروع آخر بإحدى بلديات الولاية، حسب ممثل السكان.