هو رجل لم يتوقف عن نشاطه طيلة فعاليات الطبعة الثالثة للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية، الذي احتضنته مؤخرا عاصمة الآهقار ولاية تمنراست. ورغم انشغاله الكبير في استقبال الضيوف وانشغاله بهذه التفاعلة الثقافية الضخمة، خصص لنا حيزا من وقته واستقبلنا بمكتبه وأجابنا على كافة أسئلتنا.. إنه مدير الثقافة لولاية تمنراست ومحافظ المهرجان الوطني لموسيقى والأغنية الأمازيغية، السيد بقباقي فريد، الذي أجرينا معه هذا الحوار القصير. " الأمة العربية": أشرفتهم كمحافظ لهذا المهرجان على تنظيمه لسنوات ثلاث متتالية، كيف ترون الطبعة الثالثة وكيف تقيّمونها؟ فريد بقباقي: والله إن كل طبعة من هذه التظاهرة أحسن مما سبقتها وقدمنا هذه السنة، أي الطبعة الثالثة، عملا محترفا يعكس جهود إطارات الثقافة وإطارات المحافظة التي سهرت على إنجاح هذا العرس الثقافي الكبير، ونشير إلى أن هذا المهرجان يتحسن من طبعة إلى أخرى. ما هو الشيء الذي ركزتم عليه في هذه الطبعة من المهرجان؟ ركزنا على التنظيم، وهو الشيء الذي من شأنه إنجاح أي عمل ثقافي. قلتم بأن المهرجان الثقافي الوطني للأغنية الأمازيغية، هو عبارة عن مسابقة بالدرجة الأولى، أوضح؟ حقيقة، إن هذا المهرجان هو عبارة عن مسابقة بين الفرق الفائزة والمتأهلة إلى النهائي المتوجة في المهرجانات الأربع المنظمة بكل من إليزي وخنشلة وبجاية وغرداية، وهي مهرجانات تخص الأغنية الأمازيغية والتي تتنافس في هذه التظاهرة على المراكز الثلاثة الأولى، وينظم على هامش هذه المنافسة حفلات فنية ينشطها نخبة من مطربي الأغنية الأمازيغية (الشاوية، التارڤية، القبائلية والميزابية). قمتهم كعادتكم وفي كل طبعة بتكريم فنانين صنعوا مجد الأغنية الأمازيغية، من هي الأسماء التي اخترتم تكريمها هذه السنة؟ كرّمنا هذه السنة رموز الأغنية الأمازيغية وأشخاصا قدموا الكثير لهذه الأغنية، وهم الموسيقار والملحن الكبير كمال حمادي في الأغنية القبائلية، والفنان الكبير البركة منداوي في الأغنية التارڤية، والفنان معروف محمد في الأغنية الميزابية، والفنانة الكبيرة والشاعرة الكبيرة والدة الفنان الراحل عثمان بالي السيدة عثماني خديجة في الأغنية التارڤية. جوائز المسابقة كانت قيّمة وأنتم كمحافظ لهذا المهرجان حددتموها وفق أسس معينة، حدثنا عن ذلك؟ بلى! جوائز المسابقة قيّمة وتأتي على النحو التالي؛ الجائزة الأولى تمنح لأحسن عمل متكامل وتقدر قيمتها المالية ب 35 مليون سنتيم، والجائزة الثانية تمنح لأحسن أداء موسيقي وتقدر قيمتها المالية ب 30 مليون سنتيم، والجائزة الثالثة تمنح لأحسن أداء غنائي وتقدر قيمتها المالية ب 30 مليون سنتيم. ماذا بشأن المكتبات البلدية بولايتكم؟ استفدنا من مشروع إنجاز 9 مكتبات بلدية استلمنا منها خمسا، بكل من بلدية أبلسة وبلدية كازروك وبلدية إدلس وبلدية عين صالح وبلدية فقارة الزوا وبلدية تمنراست، و4 مكتبات لا تزال في طور الانجاز، منها مكتبتان ببلدية تمنراست ومكتبة أخرى بعين صالح ومكتبة بعين ڤزام. هل من مراكز ثقافية جديدة تدعمت بها ولايتكم؟ استلمنا مؤخرا مركزا ثقافيا جديدا بعين صالح، يحتوي على 8 ورشات وقاعة للمحاضرات وقاعة للمطالعة، واستفدنا من مشروع إنجاز مركز للدراسة والأبحاث ببلدية تمنراست.. وقد رصد له غلاف مالي بقيمة 55 مليون دج، يذكر أن هذا المشروع لم ينطلق بعد ومشروع لإنجاز مركز للدراسات والأبحاث بعين صالح رصد له غلاف مالي قدره 50 مليون دج. هل من مشاريع ثقافية أخرى ستعزز بها ولاية تمنراست ومن شأنها تفعيل النشاط الثقافي بالمنطقة؟ استفادت ولايتنا من مشروع انجاز مقر جديد لمديرية الثقافة مزود بمسكن وظيفي، وقد رصد لهذا المشروع 82 مليون دج ومشروع لإنجاز مسرح جهوي الذي خصص له غلاف مالي قيمته 420 مليون سنتيم ومشروع لإنجاز مسرح في الهواء الطلق الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 250 مليون سنتيم، ومشروع لإنجاز معهد للموسيقى الذي رصد له 27 مليار سنتيم ومشروع لإنجاز مكتبة بدائرة سيلت مزودة بقاعة للمطالعة. كما سيتم تجهيز مركز الدراسات والأبحاث بكافة الضروربات، وسيتم ترميم كافة المعالم التاريخية الموجودة بالولاية، وقد خصص لهذه العملية الهامة غلاف مالي قدر ب 20 مليار سنتيم ومشاريع ثقافية أخرى ستنطلق في إطار البرنامج الخماسي الجديد 2014 2010. كلمة ختامية؟ أشكر كثيرا جريدة "الأمة العربية" التي فتحت لي صفحاتها لأتحدث عن فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية وعن المشاريع الثقافية التي استفادت منها ولايتنا، وإني أتمنى لطاقمها الصحفي الشاب المزيد من النجاح والتوفيق.