رابطة الأبطال الإفريقية تبقى بعيدة المنال للأندية الجزائرية فبالنسبة لشبيبة القبائل التي تملك خبرة معتبرة في هذه المنافسة، فقد كانت خرجتها الأولى مخيبة للآمال، حيث تلقت صفعتين متتاليتين ذهابا وإيابا من طرف الأهلي الليبي، الذي يعتبر مبتدئا في المغامرة القارية الكبيرة واستطاع قتل حلم القبائل في المهد، رغم أن هذه المنافسة كانت الهدف الأسمى ل "الكناري" على حد تعبير الرئيس حناشي ولكن في حقيقة الأمر كان يبيع التصريحات للاستهلاك الإعلامي لا غير، واكتشف أنصار الشبيبة أن عبارات التفاؤل التي طغت على صفحات الجرائد قبل موعد مباراة العودة، كانت مجرد "فقاعات صابون" أطفأها نجم الشبيبة السابق عمر داوود في الدقيقة 38، ليعود الوفد القبائلي إلى تيزي وزو وهو يجر أذيال الخيبة، ولو أن حناشي كان قد حضّر كل شيء لتقبّل الإقصاء في الدور الأول، وقدم بالمقابل وعودا بإعادة ترتيب بيت الشبيبة استعدادا للموسم القادم. ومن جهتها، سارت جمعية الشلف في نفس النهج، حيث لم تستطع تجاوز عقبة النجم الساحلي التونسي الذي تفوق عليها بالخبرة والأسلوب الاحترافي في اللعب، إذ أنه عرف كيف يسيّر مباراة العودة في الشلف بطريقة ذكية ودون أن يبذل اللاعبون جهدا كبيرا، مقارنة برفقاء زاوي، ولو أن الإقصاء يمكن تجرعه باعتبار أن المنافس يعرف جيدا خبايا رابطة الأبطال التي توج بها قبل موسمين أمام الأهلي في القاهرة، إلا أنه أثبت عدم نضج الأندية الجزائرية بعد لدخول مغامرة الأقوياء، وهو بمثابة تنبيه لمسؤولي اللعبة في الجزائر ورؤساء الأندية بضرورة بدء العمل بنفس جديد وتهيئة الظروف لدخول عالم الاحتراف، خاصة وأن أندية بلدان الجوار قطعت أشواطا معتبرة فيه. * تألق الوفاق وبجاية في كأس "الكاف" وإذا كانت الكرة الجزائرية ستغيب عن المنافسة القارية الأولى للأندية، فإنها حاضرة بقوة في منافسة الدرجة الثانية، وهي كأس "الكاف"، فقد كشف الوفاق السطايفي عن إمكانيات كبيرة في الذهاب بعيدا فيها، ولو أن منافسه في الدور الماضي لا يمكن مقارنته به من جميع النواحي، ولكن يبقى الأمل قائما طالما أن الفريق يزداد ثقة من مباراة لأخرى ويملك تشكيلتين أساسيتين، وبالتالي فكثرة الجبهات التي يصارع فيها لن تكون عائقا. وكان الرئيس سرار عارفا لما يقوله عندما صرح بأن الوفاق يسير بخطى ثابتة نحو التألق في رابطة الأبطال، حيث قال ذات يوم: "نحن نعمل جاهدين لبناء فريق احترافي قادر، ليس فقط على التألق في رابطة الأبطال، وإنما على التتويج بها، وبالتالي المشاركة في كأس العالم للأندية"، وهو المبتغى الذي ألح عليه والي ولاية سطيف. ومن جهة ثانية، يتواجد فريق شبيبة بجاية في أحسن رواق لتمثيل الكرة الجزائرية في كأس "الكاف" أحسن تمثيل، ليس فقط لكونه سحق ياكار السينغالي في الدور الماضي برباعية، وإنما لامتلاكه تشكيلة أصبحت متحررة نفسيا في مشاركاتها القارية بعد تجربة قصيرة الموسم الماضي وهذا الموسم في كأس شمال إفريقيا، كما أن الرئيس طياب أكد أنه سيضع كل الإمكانيات في متناول الفريق للوصول إلى أبعد حد في هذه المنافسة.