قال رئيس اللجنة الوطنية المهنية لفرع البطاطا على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بشير سروري، إن هيئته حددت هدف بلوغ إنتاج يقدر ب 4 مليون طن، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 2012 و2014، موضحا أنه تم تحديد مساحة إضافية تقدر ب 60 ألف هكتار ستخصص لإنتاج البذور المحسنة، أي ما يمثل قرابة 12 بالمائة من المساحات المخصصة لذات العرض، الأمر الذي سيقلص حسبه من فاتورة استيراد البذور من الخارج، وأيضا رفع قدرات الإنتاج الوطني من البطاطا لتلبية حاجيات السوق والتصدير نحو الخارج. وقال سروري إن اللجنة الوطنية المهنية لفرع البطاطا اتخذت كافة الإجراءات اللازمة من أجل دعم وتعزيز قدرات التخزين التي ما تزال حسبه ضعيفة ولم تساير حركة الإنتاج العام لمادة البطاطا، الأمر الذي يكلف الفلاحين سنويا خسائر كبيرة من جراء تلف كميات معتبرة من البطاطا التي لم تجد طريقها إلى غرف التبريد والتخزين. قلة إمكانيات التخزين ترهن مردود القطاع وأوضح رئيس اللجنة الوطنية المهنية لفرع البطاطا، أن عائق قلة إمكانيات ووسائل التخزين هي السبب الرئيسي الأول لانكماش مشاريع تصدير البطاطا الجزائرية نحو الخارج، خصوصا وأن النوعية الجزائرية الحمراء المنتجة في مناطق شمال البلاد والرملية في الجنوب هي من أجود النوعيات في الحوض المتوسطي وهي مطلوبة بقوة في السوق المغاربي والأوروبي، الأمر الذي لمسه من تجارب سابقة في التصدير. وقال سروري في تصريح إذاعي، أمس الأول، إن الجزائر تحوز على إمكانيات كبيرة لتطوير هذه الشعبة وقد استعجلت المشروع المشترك مع هيئة "برودا" الأوروبية من أجل تصدير الفائض من الإنتاج الذي سجل الموسم الماضي إلى الأسواق الأوروبية، حيث ينتظر الشروع في تصدير أول شحنات البطاطا الحمراء والرملية إلى أوروبا اعتبارا من شهر مارس المقبل. رفع قدرات الإنتاج ساهم في استقرار الأسعار في سياق منفصل، عاد السيد سروري رئيس اللجنة الوطنية المهنية لفرع البطاطا ليتحدث عن واقع السوق، مؤكدا أن هذه الأخيرة عرفت استقرارا منذ منتصف العام الماضي، حيث بلغ معدل سعر الكيلوغرام الواحد من المادة 30 دج، وفي بعض الفترات أقل من ذلك، أي في حدود 25 دج، موضحا أن الإنتاج الكبير المحقق برسم الموسم الفلاحي 2009 2010 والذي تخطى سقف 3.2 مليون طن، سمح باستقرار الأسعار في أسواق الجملة والتجزئة. كما أكد أن الرقابة المشددة التي تباشرها المصالح المختصة يبدو أنها أتت ثمارها، حيث تم قطع الطريق أمام المضاربين والمتلاعبين بالأسعار. ولم ينف ذات المتحدث ارتفاع سعر البطاطا خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي 2010، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 50 إلى 55 دج في أسواق التجزئة، وقد رد ذلك إلى غلاء تكاليف النقل وسوء الأحوال الجوية التي حالت دون دخول الآلاف من الفلاحين إلى الحقول لمباشرة عمليات الجني، لكن الأزمة حسبه كانت ظرفية ولم تلبث الأسعار أن عادت إلى مستوياتها الطبيعية بداية من منتصف شهر ديسمبر الماضي. وقد أورد ذات المسؤول العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي حسبه إلى ارتفاع ظرفي في الأسعار، وهي أسباب يجهلها المواطن، ومن ضمنها الأمراض الموسمية التي تصيب الغلة مثل الطفيليات وأيضا قلة الموارد المائية التي تسجل في أحيان كثيرة في مناطق الإنتاج، خصوصا مناطق الغرب الجزائري مثل ولايتي معسكر وعين الدفلى المصنفتين كولايتين نموذجيتين من حيث الإنتاج وتحتلان مناصفة المرتبة الأولى على الصعيد الوطني. الوزارة الوصية ستواصل برنامج دعم الفلاحين من جانب آخر، طمأن السيد سروري بشير الفلاحين باستمرار المرافقة التي تضمنها لهم الوزارة والدعم الكامل لهم سواء، من حيث وسائل الإنتاج أو التخفيف من الأعباء الضريبية وتكاليف الطاقة التي عبّر الفلاحون في العديد من المناسبات عن استيائهم من هذه الأعباء التي لا تخدم القطاع، بل بالعكس تكبله وترهن مردوده. كما قال سروري إن الهيئة تتوقّع أرقاما مشجعة برسم الموسم الفلاحي 2010 2011، حيث أكد أن جميع المعطيات والمؤشرات تدل على إنتاج غزير في شعبة البطاطا ولم يستبعد أن تهبط الأسعار إلى حدود 20 دج للكيلوغرام، لكنه شدد على ضرورة أن تواصل الهيئات المكلفة بمراقبة التجارة مهامها، وهي فرق تابعة لجهاز محاربة المضاربة وقمع العش. "الفاو" تعتبره من أعلى معدلات الاستهلاك في المنطقة العربية المواطن الجزائري يستهلك ما بين 70 إلى 90 كلغ من البطاطا سنويا
حسب الإحصائيات التي تعدها المنظمة العالمية للتغذية والزراعة "فاو" والمرتبطة بمعدلات استهلاك المواد الغذائية الأساسية، فإن الجزائر تأتي في قمة ترتيب الدول من حيث استهلاك مادة البطاطا بمعدل يتراوح ما بين 70 و90 كيلوغرام سنويا. ومعلوم أن ذات المنظمة قد أشارت في تقاريرها الإحصائية السابقة، أن المواطن الجزائري هو من بين المواطنين الأوائل في استهلاك الخبز على الصعيد العالمي، بينما يسيطر الخليجيون على ترتيب الدول المستهلكة للسكريات واللحوم. وتنتج الجزائر سنويا معدل 3 مليون طن من البطاطا، نصف هذا الكم ينتج في مناطق غرب البلاد.