أكد المترشح المستقل للرئاسيات المقبلة، عبد العزيز بوتفليقة، أنه لا وجود لعفو شامل إلا بالعودة إلى الشعب، مشيرا إلى أنه إذا كان أي تغيير في المصالحة الوطنية لابد وأن يعرض الأمر لاستفتاء شعبي، مشددا أنه لا عفو على حساب كرامة الشعب معتبرا أنه لا يمكن إصدار عفو شامل لصالح الذين اتخذوا العنف مسارا ما لم يستسلموا ويعودوا إلى الشعب. تمسك عبد العزيز بوتفليقة، أمس، في آخر يوم من حملته الانتخابية بخيار المصالحة الوطنية، وذهب بعيدا في ذلك حين أشار إلى إمكانية طرح قضية العفو الشامل لاستفتاء شعبي إذا توفرت شروط معينة أهمها استسلام كل من يحمل السلاح، مؤكدا أنه لن يكون هناك عفو على أي شخص على حساب الشعب وكرامته أو دون رضا الشعب. ومن خلال هذه التصريحات يتبيّن جليا أن بوتفليقة قد يذهب بعيدا في مسار تعميق المصالحة، إن زكاه الشعب لعهدة ثالثة. وقد خص بوتفليقة في اليوم الأخير من حملته الانتخابية للشباب الذين غصّت بهم القاعة البيضاوية ولوحظ عدم حضور الوجوه المعروفة التي اعتادت تقدم الصفوف الأمامية في مثل هذه المناسبات في رسالة ضمنية من الرئيس أن عهدته الثالثة ستكون عهدة الشباب. وأوضح بوتفليقة أن الأزمة التي عاشتها الجزائر كانت نتائجها وخيمة على نفسية الشباب الذي فقد الكثير منهم قيم الوطنية والتمسك بالوطن وكذا اختفاء مظاهر الاعتزاز بالوطن في قلوبهم. وفي خطاب حميمي وتأكيد للشباب أن المستقبل لهم، قال بوتفليقة للشباب "إن المستقبل والحاضر لكم" مكررا العبارة عدة مرات، موضحا أنه حان الوقت لترسيخ القيم الإسلامية الصحيحة في نفوس الشباب وتنشئتهم التنشئة الصحيحة، مجددا عزمه على المحافظة وتطوير اللغة الأمازيغية التي اعتبرها من أواشج الوحدة الوطنية، كما أعاب بوتفليقة بعض التصرفات السلبية التي طغت في المجتمع وتحميل أخطاء المجتمع للمؤسسات التربوية وحدها متسائلا عن دور الأسرة الذي غاب. ومن جهة أخرى وعد بوتفليقة باستعادة المصداقية والشرعية للمؤسسات وتحسين الأداء السياسي في إشارة منه إلى هشاشة بعض المؤسسات التي لم تعد تلعب دورها المطلوب منها. وكشف المترشح أنه لولا مؤازرة الشعب له في أربع استحقاقات وتزكيته بنسبة كبيرة خاصة فيما يتعلق بالوئام المدني والمصالحة لما بقي في الحكم، وهي رسالة ضمنية وجهها بوتفليقة للشعب لأجل تزكيته بأكبر نسبة من الأصوات تجعله يستند على الشعب في كل القرارات التي يتخذها خاصة ما تعلق منها بمسار المصالحة وتعميقها، وهذا ما نستشفه في قوله حين أكد أنه لا يريد أن يجلس على كرسي هشّ. وعرّج المترشح على بعض النقاط في برنامجه بإيجاز بحكم أن برنامجه هو حصيلة عشر سنوات، لكنه ركز على الفلاحة التي وعد بأن يخصص لها في العهدة المقبلة إن زكاه الشعب، 1000 مليار دينار، كما دعا الشباب القادرين على الاستثمار في الفلاحة بأن يستعدوا للعمل مؤكدا لهم أنهم سيلاقون تشجيعات مهمة لم يفصح عنها. وفي آخر يوم من الحملة جدد بوتفليقة نداءه للشعب بالمشاركة بقوة في الانتخابات والبرهنة للعالم عن وعيه السياسي لتخطي هذه المرحلة والانتقال إلى مرحلة البناء والتعمير وإرساء الأمل في النفوس في جو الأمن والاستقرار.