أكد المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة انه لا مجال للحديث عن العفو الشامل قبل أن تضع كل العناصر الإرهابية السلاح وتجنح للسلم. وقال بوتفليقة ''إذا كانت هناك خطوات إضافية في المصالحة الوطنية فسنذهب إلى الشعب ...ولا يمكن إصدار عفو شامل في حق هؤلاء ما لم يضعوا السلاح ويجنحوا للسلم'' مؤكدا أن العفو الشامل لن يكون على حساب كرامة الشعب ومصلحة الوطن. أكد بوتفليقة في آخر تجمع شعبي له بالقاعة البيضوية بمركب محمد بوضياف الأولمبي، أنه لن يكون هناك عفو شامل إلا بعد أن يضع كل من يصر على العنف سلاحه و''يجنح للسلم''، مضيفا بأنه إذا كانت هناك خطوات إضافية في مشروع المصالحة الوطنية فلا بد من الذهاب إلى الشعب، الذي قال إنه الوحيد الذي يملك حق العفو وأنه ليس له هو كرئيس سوى تطبيق قراراته بكل سيادة ومحبة. وقال بوتفليقة أمام الآلاف من مناصريه الذين غصت بهم القاعة البيضوية في آخر يوم من الحملة الانتخابية، إنه لا يزال متمسكا بمشروع المصالحة الوطنية إلى غاية القضاء النهائي على ما اسماه ب''أوكار الشر والدمار''، واسترسل بوتفليقة مخاطبا مناصريه ''لابد من القضاء عليها، كونوا على يقين بأننا سنقضي عليها". وفضل بوتفليقة تبيين الخيط الأبيض من الأسود بخصوص مسألة العفو الشامل التي أثارها خلال هذه الحملة ومن ولاية تمنراست بنوع من الغموض ما ترك الباب مفتوحا للتأويل والتخمين، واضعا بذلك شرطين للذهاب لمثل هذا الإجراء تمثل الأول في وضع كل العناصر الإرهابية التي لا تزال تنشط للسلاح، والثاني هو الذهاب إلى الشعب من خلال استشارته عبر استفتاء، وهو ما حرص بوتفليقة على تأكيده من خلال قوله ''ومهما يكن فلا يمكن استصدار عفو شامل في حق هؤلاء الذين يصرون على العنف ما لم يجنحوا للسلم''، و''إذا كانت هناك خطوات إضافية في مشروع المصالحة الوطنية فلابد من الذهاب إلى الشعب'' ليضيف بعدها'' لا بد من استفتاء الشعب في أن يعفو بكل محبة وحرية، لا يكمن إجراء عفو شامل على حساب كرامة الشعب ومصلحة الوطن". وقال بوتفليقة في خطابه المطول، أنه لا بد من المواصلة في نهج المصالحة الوطنية من أجل تأمين البلاد من ويلات نكبات أخرى، وهذا من خلال استعادة السلم والأمن الاجتماعي ، ليعلن بعد أن جدد تمسكه بهذا النهج بأنه يرحب بكل الذين حادوا عن الصواب للعودة إلى أحضان المجتمع في رسالة واضحة إلى ما تبقى من الجماعات الإرهابية التي لازالت تتبنى خيار العنف. وفي سياق آخر كرر بوتفليقة ما قاله في تجمعاته السابقة بأنه ليس لديه برنامج ليعرضه على الناخبين على أساس انه برنامجه هو ما حققه خلال العشر سنوات الماضية، وما تبقى منه للمواصلة فيه، طالبا من الناخبين الاختيار ما بين الاستمرارية والتغيير-على حد تعبيره-، كما استعرض بوتفليقة مختلف المنجزات التي تمت خلال عهدتيه والتي قال بأنه لم يترك قطاع وإلا ترك فيه بصماته، قائلا ''المنجزات واضحة ولا يمكن لأحد تغطية الشمس بالغربال ". وأضاف بوتفليقة وهو يتحدث على المنجزات، ''لقد عادت بلادنا من بعيد وما كتب لها أن تموت بعد الأزمة التي كادت أن تعصف بها، هذه الأزمة التي كشفت عن أخطاء في التوجهات الإستراتيجية وأخلاقيات الحكم...". ويمكن القول أن تجمع القاعة البيضوية كان جامعا لكل ما قاله في تجمعاته السابقة خصوصا فيما يتعلق بمرافعته لصالح الاستمرارية والوعود التي أطلقها في سياق مواصلة الإنجازات المحققة.