أفادت منظمات حقوقية وشهود عيان وصحفيون بوقوع عشرات القتلى والجرحى في صدامات مستمرة، منذ الأربعاء، بين متظاهرين والأمن في عدد من مدن ليبيا، وسقط أغلب الضحايا في مدينتي بنغازي والبيضاء، في وقت بث فيه التلفزيون الليبي، أمس، صورا للزعيم معمر القذافي وهو يتجول وسط حشود في العاصمة طرابلس. وتحدثت تقارير متواترة عن 14 قتيلا على الأقل في بنغازي الواقعة على بعد ألف كيلومتر من طرابلس، وأفادت بحرق مقار أمنية، بينها حسب الصحفي عاصم أمبيق كتيبة الفضيل بوعمر. وشيعت، أمس، جنازة عشرة أشخاص على الأقل في بنغازي التي سجلت أيضا هروب سجناء من سجن شبّ فيه حريق حسب أحد الصحفيين، واعتصام آلاف أمام إحدى محاكم المدينة.كما ترددت أنباء عن حرق المثابة الأم في المدينة وحرق مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر. وتطورت احتجاجات ضد الفساد وسوء أحوال المعيشة دعا إليها ناشطون على مواقع اجتماعية إلى مواجهات دامية بدأت في بنغازي وانتقلت إلى مدن البيضاء وأجدابيا ودرنة، حيث أحرقت مقار أمنية وأخرى تابعة لأجهزة مؤيدة للنظام مثل اللجان الثورية، فيما تحدثت أنباء عن امتدادها إلى مدن أخرى كالكفرة والزنتان. وفي البيضاء القريبة من بنغازي تحدثت منظمات حقوقية ومواقع معارضة عن 14 قتيلا على الأقل، فيما تحدث مصادر أخرى عن 50 قتيلا. وسقط الضحايا الجدد في البيضاء أمس عقب تشييع جنازتي قتيلين سقطا برصاص الأمن الأربعاء، بعد حرق مقار حكومية وأمنية. وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى، إن البيضاء "باتت في يد الشعب"، حيث سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية. وتواترت أنباء عن إرسال كتائب أمنية تضم عددا كبيرا من ذوي الملامح الأفريقية والاسيوية يرجح ان يكونوا جنودا مرتزقة إلى بنغازي وأجدابيا والبيضاء لإخماد الاحتجاجات، فأطلقت حسب ما روت مصادر للجزيرة نت النار عشوائيا على المتظاهرين في البيضاء فأصابت مئات. ووفق مصادر ليبية, رفضت وحدات من الأمن المركزي شرقي ليبيا إطلاق النار، بل وساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية "أفريقية" قيل إنها استُقدمت مع "بلطجية" مسلحين. ورُددت في الاحتجاجات هتافات ضد القذافي، وأحرقت، إضافة إلى المقار الأمنية ومقار اللجان الثورية، نُصُب تمثل الكتاب الأخضر الذي تعتبره القيادة الليبية الدليل الأيديولوجي للبلاد. وحدد الخطيب عبد الله الورفللي من بنغازي بعض مطالب المحتجين وهي سحب "البلطجية" والقوات الأمنية والقوات الأمنية الأفريقية وعزل المتسببين في أعمال القتل والسماح بالتظاهر السلمي وبوصول وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى المتظاهرين. وحجبت السلطات موقع الجزيرة نت في كل أنحاء الجماهيرية، كما فعلت الأمر ذاته مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك. وحذرت اللجان الثورية وهي إحدى أعمدة النظام الليبي اليوم "المغامرين" من رد قاس، وقالت إن "سلطة الشعب" والثورة وقائدها كلها خطوط حمراء لن تسمح بتجاوزها. وبالتزامن مع الاحتجاجات، نقل التلفزيون الليبي صورا للقذافي وهو يتجول وسط حشود في طرابلس، فيما بدا محاولة للتأكيد على أن الشعب ملتف من حوله، في وقت قالت فيه صحيفة مقربة منه إن ابنا له زار القوى الأمنية في الشرق حيث وقعت أغلب الاحتجاجات لعرض خطة تنمية. وتجد ليبيا نفسها بين بؤرتي ثورة، حيث حملت ثورة شعبية في تونس الرئيس زين العابدين بن علي على الهرب، واضطرت مظاهرات مليونية في مصر الرئيس حسني مبارك إلى التنحي عن الحكم. وقالت الولاياتالمتحدة إن على سلطات ليبيا الاستجابة إلى مطالب المحتجين بالإصلاح السياسي، وحثتها فرنسا على وقف الاستخدام المفرط للقوة، فيما دعتها هيومن رايتس ووتش إلى إنهاء استهداف المتظاهرين، وفتح تحقيق مستقل في أعمال القتل. القذافي يؤجل مؤتمر القمّة العربية باعتباره رئيسا للقمة العربية، أعلن العقيد القذافي رئيس ليبيا إنه أبلغ الدول العربية، قراره بتأجيل إجتماع القمة العربية المقررة في العراق الشهر المقبل . قال القذافي إن الأوضاع العربية الجارية (يقصد الثورة التي تجتاح بلاده ودول أخرى) لا تسمح بإجتماع القمة. ورد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية على القذافي قائلا: إن تأجيل القمّة يتم من خلال الإجماع، ومن خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. فرنسا تعلق صادرات العتاد الأمني إلى كل من ليبيا والبحرين أعلنت فرنسا، الجمعة، انها علقت اعتبارا من الخميس صادرات العتاد الامني الى كل من ليبيا والبحرين، البلدان اللذان يشهدان حركات احتجاج شعبية ضد الحكم أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "تم أمس تعليق التراخيص لتصدير العتاد الأمني إلى البحرين وليبيا"، واضاف ان "الاحداث التي جرت خلال الايام الاخيرة كانت مناسبة للاشارة الى اننا ننتظر من سلطات البحرين ان تترجم عمليا التعهدات التي قطعتها".
الجيش ينتشر في بنغازي بعد مظاهرات تطالب برحيل القذافي بعد يوم من سقوط عشرات القتلى في تظاهرات "يوم الغضب"، تظاهر الآلاف من المحتجين في مدينة بنغازي شرق ليبيا الجمعة أثناء تشييع جنازة الضحايا، مطالبين برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي وإسقاط النظام، فيما نشرت السلطات الليبية قوات الجيش في المدينة لتحل محل الشرطة. ودعا المتظاهرون الى الدخول في اعتصام مفتوح حتى إسقاط النظام وإجراء انتخابات تخضع لإشراف القضاء والرقابة الدولية. فرار سجناء إثر تمرد في سجن في ليبيا أعلن رئيس تحرير صحيفة محلية لوكالة فرانس برس، أمس الجمعة، أن "العديد" من السجناء فروا الجمعة من سجن الكويفية في بنغازي شرق ليبيا، إثر حركة تمرد حصلت في السجن. وقال رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا ومقرها بنغازي "حصل تمرد في سجن الكويفية وفر العديد من السجناء"، مضيفا أن الفارين أضرموا النار في مكتب النائب العام المحلي وفي مصرف ومركز للشرطة.