سيكون ملعب العاصمة السودانية الخرطوم بعد ظهيرة اليوم مسرحا لمواجهة مغاربية مثيرة بين المنتخب الوطني المحلي ونظيره التونسي برسم الدور نصف النهائي لبطولة إفريقيا، حيث من المنتظر ان يستمتع الجمهور بالإثارة والصراع الكبير الذي سيميز المباراة، فالخضر عازمون على بلوغ النهائي بعد الوعد الذي قطعوه على أنفسهم عند بداية الدورة وزاد طموحهم عقب إزاحة منتخب جنوب إفريقيا من السباق في الربع النهائي، بينما يسعى نسور قرطاج لتكريم شهداء الثورة التونسية بالتتويج بهذه الدورة، وبالتالي فتحقيق ذلك لن يتأتى إلا بإقصاء الخضر في مباراة اليوم، ورغم الأهمية التي تكتسيها إلا أن أنصار المنتخبين لا يزالون متمسكين بالروح الرياضية، حيث كانت كل التعاليق التي وردت في المنتديات الرياضية تصب في قالب واحد وهومباراة بين الإخوة، كما كانت صورة الراية المشتركة أهم ما ميز التدخلات. مباراة خاصة للمدرب بن شيخة وتكتسي مباراة اليوم اهمية بالغة بالنسبة للناخب الوطني بن شيخة الذي يعتبر أن تونس هي بلده الثاني بحكم السنوات التي قضاها على رأس النادي الإفريقي، ولكنه أكد أن كل هذا الأمر سيضعه جانبا عندما يدخل الملعب، ويعتقد أن معرفته الواسعة بالعديد من اللاعبين التوانسة ستساعده على رسم خطة مناسبة للإطاحة بنسور قرطاج، حيث أكد ان اللاعب التونسي لديه بعض اوجه الشبه مع نظيره الجزائري لكنه يملك طريقة خاصة به في اللعب، وسيأخذ نقاط قوته وضعفه بعين الإعتبار في غعداد الخطة التي يعتزم الدخول بها في المباراة. الطاقم الفني ركز على اللعب القصير والسريع هذا وقد أجرى المنتخب الوطني أول أمس بالملعب الدولي بالخرطوم حصة تدريبية استعدادا لمباراة اليوم، حيث عرفت مشاركة كل اللاعبين وخصصها المدرب للعمل التكتيكي وذلك بانتهاج أسلوب التمريرات القصيرة وكيفية استرجاع الكرات الضائعة، كما حاول العودة إلى الأخطاء السابقة من أجل تفادي الوقوع فيها مجددا خاصة بالنسبة لخط الدفاع، حيث أن المنتخب التونسي يملك خط هجوم قوي قادر على التسجيل في كل مرة.
مكافآت مغرية جدا للاعبين في حال بلوغ النهائي والتتويج وبغية دفع أشبال بن شيخة إلى رفع التحدي وبذل المزيد من المجهودات لبلوغ الدور النهائي والتتويج بالدورة، فقد وعدت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمكافأة مالية معتبرة للاعبين بلغت قيمتها 12 ألف يورو لكل لاعب في حال الفوز باللقب، ولهذا فقد تضاعف حماس اللاعبين وأجمعوا على ضرورة تحقيق حلم الجزائريين واستعادة هيبة الكرة الجزائرية والأهم من ذلك إعادة الإعتبار للاعب المحلي. وللتذكير فإن الفاف سبق وأن رصدت علاوة قدرها ستة آلاف يورولكل لاعب نظير بلوغ الدور ربع النهائي وثمانية آلاف يورومقابل التأهل غلى نصف النهائي، بينما سيكون نصيب الطاقم الفني هوضعف هذه العلاوات. الأنصار: " يجب الحذر من فريق أزاح حامل اللقب ويملك خط هجوم قويا" يرى أنصار المنتخب الوطني أن مباراة اليوم امام نسور قرطاج تبدوصعبة نظرا لطبيعة المنافس وأهمية الدور الذي تلعب فيه، فالمنتخب التونسي يمكن اعتباره من أفضل الفرق في الدورة بحكم مسيرته الناجحة جدا لحد الآن في هذه الدورة، إذ أنه تمكن من الفوز على حامل لقب الطبعة الماضية في الدور ربع النهائي وبالتالي سيكون محضرا كما ينبغي من الناحية النفسية كما أنه يحسن اللعب جماعيا، وبالمقابل يعتقد هؤلاء أن المسؤولية الكبيرة سيتحملها المدرب بن شيخة في حال الإخفاق لأنه يزعم أنه يملك كل كبيرة وصغيرة عن لاعبي الخصم وسيرسم خطته بناء على المعلومات القيمة التي يملكها، ولايستبعدون أيضا استلهام رفقاء مترف من الملحمة التي صنعها لاعبوالمنتخب الأول في نفس الملعب. هذا وقد أقام رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة عشية أول أمس مأدبة عشاء جماعية بين المنتخبين الجزائري والتونسي بحضور الطاقمين الفنيين ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وذلك بفندق كورال بالخرطوم أين تقيم البعثتان في خطوة للتأكيد على الأخوة بين البلدين، حيث جلس الطاقمان الفنيان واللاعبون جنبا إلى جنبا وتبادلوا أطراف الحديث قبل بداية الصراع والتنافس بينهما بعد ظهيرة اليوم. التوانسة عازمون على التأهل والتتويج لتكريم "شهداء الثورة" أعرب رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم علي الحفصي الجدي عن أمله في إحراز كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين لإهداء اللقب "لأرواح شهداء الثورة"، التي أطاحت بالرئيس بن علي الشهر الماضي، حيث قال "إن شاء الله نرفع الكأس، ونجوب بها كل ولايات الجمهورية، اللقب هوأقل ما يمكن أن نقدمه لأرواح الشهداء الأبرار، إنها فرحة لا مثيل لها، وخاصة أننا تمكنا من الفوز على منتخب الكونغوالديمقراطية بجدارة بفضل الروح القتالية ودون هدايا من التحكيم، إنها خطوة هامة نحوالتتويج". ومن جهته، اعتبر مدرب المنتخب التونسي سامي الطرابلسي أن المنتخب الجزائري الذي سيواجهه اليوم له بعض نقاط الضعف سيحاول إستغلالها للمرور للمباراة النهائية، حيث قال في هذا الإطار" المنتخب الجزائري متماسك ويحسن اللعب الهجومي مع المحافظة على توازنه الدفاعي، لاعبوه يتميزون بروح جيدة، ولا يمكن لأي أحد ان يتنبأ بمصدر الخطر وهوما يشكل أهم عوامل قوة هذا المنتخب، لكن بالمقابل لديه بعض نقاط الضعف سنحاول إستغلالها".