سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جامعيون فتحوا قلوبهم ل" الأمة العربية":أحسسنا بأننا مواطنون جزائريون ونطلب من الرئيس العمل وتخفيض مدة الخدمة الوطنية "تصرفات سعيد سعدي هي من دفعنا إلى الانتخاب بقوة" اعتبروا أن التسهيلات دفعتهم للانتخاب
هناك أيام في حياة الإنسان تبدو فاصلة بين زمن وآخر، يوم الولادة مثلاً هو زمن فاصل بين العدم والوجود، ويوم الدخول إلى المدرسة فاصل بين الطفولة الطائشة وبين الطفولة المسؤولة، واليوم الذي ينتخب فيه المواطن من أجل بلده هو فاصل في تاريخ وطنه. ولأول مرة، حظي الطالب الجزائري المقيم بالأحياء الجامعية أو الداخلي بتعليمة من وزير الداخلية والجماعات المحلية تسمح له بأداء واجبه الانتخابي في مكان إقامته. ومنه انطلقت "الأمة العربية" لجسّ نبض الأحياء الجامعية وزيارة بعضها بالعاصمة والتجول بمكاتب الاقتراع القريبة منها ورصد كواليسها والتحدث إلى الطلبة الذين لم يتوانوا في إبداء أصواتهم والتوجه إلى صناديق الاقتراع، حيث التقت هناك بكثير منهم لم يبخلوا بأداء واجبهم الانتخابي وهبوا فرادى وجماعات للآداء بأصواتهم. الإقامة الأعرق بالعاصمة "طالب عبد الرحمان" مع العرس الانتخابي فرادى وجماعات توجّه، أول أمس، الكثير من الطلبة القاطنين بالإقامات الجامعية بالعاصمة إلى صناديق الاقتراع لاختيار أحد المترشحين الست لقيادة البلاد ولأداء واجبهم الانتخابي بالمكاتب التي جهزت قرب مختلف الأحياء الجامعية، فتحوّلت، أول أمس، بعض المدارس إلى ورش انتخابية يوم الاستحقاق. في جولة قادتنا إلى بعض الأحياء الجامعية ببن عكنون، حيدرة، العالية وباب الزوار، للتقرب من الطلبة الذين أبوا إلا أن يؤدوا واجبهم الانتخابي، لتكون وجهتنا الأولى الإقامة الجامعية "طالب عبد الرحمان" ومكتب الاقتراع القريب منها، غير أن الذي استوقفنا في الوهلة الأولى وشدّ انتباهنا ونحن ندخل الإقامة في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا هي الحركة غير العادية للطلبة الذين كانوا يتوجهون إلى صناديق الاقتراع فرادى وجماعات لأداء واجبهم واختيار أحد المترشحين الست لقيادة البلاد خلال الخمس سنوات القادمة، حاملين معهم بطاقات المنتخب. حاولنا الاستفسار عن مكتب الاقتراع، أخبرنا أحد الطلبة أن الطلبة المقيمين بطالب عبد الرحمان وجهوا إلى مدرسة "شفيقة مازي"، فانتقلنا إلى هذه المدرسة، وهناك أكدت لنا إحدى العاملات بالمركز أنه ضم قوائم طلبة الإقامة الجامعية للذكور "طالب عبد الرحمان" والإقامة الجامعية للإناث بن عكنون 2، وفي لقاء جمعنا بالطالب "رشوم" ذي 23 عاما والذي يدرس بكلية القانون أكد لنا أن ما حفزه على عدم التفريط في تعبيره الديمقراطي هو تحويل مراكز الاقتراع بجوار الأحياء والإقامات الجامعية، وهذا -حسبه- ما يسّر عليه القيام بحقه الدستوري والوطني بما أنه قادم من غرداية ولا يمكنه العودة إلى البيت للاقتراع. التسهيلات هي التي دفعت الطلبة إلى الاقتراب من صناديق الاقتراع غادرنا المدرسة لنجوب بعدها بعض الإقامات المتواجدة ببن عكنون، وكانت وجهتنا هذه المرة الإقامة الجامعية للإناث "بن عكنون 2" ولدى تقربنا من بعض الطالبات اللواتي كنّ متوجهات إلى مدرسة "شفيقة مازي"، أكدت لنا الطالبة فضيلة بن عبد الحاكم، ذات 23 سنة، التي تدرس سنة رابعة بكلية الطب أنها لن تفوّت واجبها الانتخابي، قائلة إن التسهيلات هي التي دفعتها إلى المشاركة في هذا الاقتراع دون التنقل إلى الولاية التي تقطنها "إيليزي"، وأشارت أنها ليست المرة الأولى التي تنتخب فيها بل سبق لها وأن صوّتت. ذهبية وغرار طالبة في السنة الثالثة في قسم الإعلام والاتصال، ذات 24 سنة، هي الأخرى توجهت إلى صندوق الاقتراع وكانت سعيدة لتأدية واجبها الانتخابي ورأت أن مراكز الاقتراع بجوار الأحياء والإقامات الجامعية هو ما قد يحفز الطلبة إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ولا يجد حجة لعدم الانتخاب، فهي مثلا قالت إنها لو كانت مسجلة في بجاية ربما لن تصوّت، فلا يمكنها العودة خاصة وأنهم استأنفوا الدراسة. وشاطرتها الرأي الطالبة، ربيعة عياد، التي تدرس في السنة الثانية بكلية القانون، ذات 21 عاما، حيث تقول: "هذه التسهيلات سمحت للطالب الداخلي التقليل من تكاليف تنقلهم لأداء واجبهم الانتخابي بمقر سكناتهم". وعن أداء واجبها الانتخابي، قالت إنها انتخبت لأنها تحب الوطن. وهذه أول مرة في حياتها تختلي بها مع نفسها أمام صندوق الاقتراع، وفيها امتزج الفرح بالأمل والشعور العميق بإنسانيتها. نورة مسرلي التي تدرس بكلية العلوم السياسية والإعلام هي الأخرى انتخبت، أول أمس، أكدت ل "الأمة العربية" أن هذه الطريقة الجديدة في الانتخاب والمتميزة سمحت لها أن تتحصل ولأول مرة على بطاقة انتخاب لتأدية واجبها بعد أن كانت تمتنع عن التصويت بسبب تنقلها إلى مقر سكناها بتيزي وزو. سعيد سعدي دفعني إلى الانتخاب وما شد انتباهنا بالإقامة الجامعية، حيدرة وسط، هو أن لا حديث يجمع الطلبة الجامعين المقيمين بهذا الحي أكثر من الانتخابات الرئاسية التي نالت حصة الأسد من نقاشاتهم حيث اعتبرها البعض منهم "مرحلة حاسمة في تاريخ التعددية الجزبية"، غير أن الذي استوقفنا فعلا هو التحاق أحد الطلبة بصناديق الاقتراع بعد أن عقد العزم على مقاطعة الانتخابات غير أن ما قام به سعيد سعدي -حسبه- هو الذي دفعه إلى الذهاب للاقتراع والتصويت. الانتخاب فرصة للحصول على عمل وبطاقة الخدمة الوطنية أما الطالب، عبد الله عاصمي، القادم من بجاية والذي يدرس سنة أولى بمعهد التربية البدنية هو الآخر صوّت ولأول مرة من أجل حصوله على بطاقة الخدمة الوطنية، ويشاطره الرأي زميل له "نسيم طايبي" الذي يدرس سنة ثانية بمعهد التخطيط والإحصاء قائلا: "أنا صوّت لأنني أود بمجرد تحصلي على الشهادة أن أوظف"، مشيرا أنه أول مرة يصوت فيها. ومن ناحيته، نبيل أوزمي، طالب بكلية العلوم السياسية الذي صوت لأول مرة، أكد أنه ينتظر من الرئيس الجديد أن يهتم أكثر بالشباب والتعليم العالي. التسهيلات جعلت الطالبات يشعرن حقا أنهن جزائريات ولا وجود للجهوية وبإقامة العالية للإناث أهمّ ما ميّز هذه الإقامة الجامعية هو وعي المقيمات بأن الانتخاب واجب وقناعتهن واحدة أن الجزائر تناديهن"، كما قالت الطالبة خيرة العربي، طالبة سنة رابعة بكلية العلوم الإسلامية: "العمليات التحسيسية التي قامت بها الإدارة المكلفة بتحضير هذه الانتخابات وتسجيل الطلبة في القوائم الانتخابية للتصويت بالمكاتب القريبة من الإقامات الجامعية بمشاركة الطلبة في هذا الاقتراع دون التنقل إلى الولايات التي يقطنون بها، جعلت الطلبة يشعرون أنهم غير مهمشين وأن الانتخاب واجب". وهكذا -حسبها- شعرت أغلب الطالبات أنهن طالبات جزائريات حقا ولا توجد جهوية. أما الطالبة نور الهدى، القادمة من الأغواط، التي تدرس بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة والتي تُصوّت لأول مرة على حد تعبيرها ذهبت للتصويت لكي لا يسرق صوتها. فؤاد حجاجي مع بوتفليقة وغير بعيد عن العالية، لم يتوان طلبة الإقامة الجامعية ذكور عبد القادر بلعربي في الذهاب إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، فالمتجول في المركز ابن سماية بالسوريكال، القريب من الإقامة، لا يرى فيه إلا الوجوه الشبانية التي وإن عبّرت عن شيء فإنما تُعبر عن الطلبة المقيمين بالحي الجامعي عبد القادر بلعربي، وعند اقترابنا من أحد الطلبة الذي يدعى اسماعيل حواس والذي يدرس بكلية الطب قال إنه صوّت لأول مرة و-حسبه- لن يصوت إن لم تكن هذه التسهيلات فهو يسكن في واد سوف، مذكرا أنه مقتنع، ففعل المساهمة عبر هذا الصندوق هو تقرير مصير هذه البلاد. فؤاد حجاجي، طالب منحدر من ڤالمة، ويدرس بجامعة هواري بومدين منذ أربع سنوات يقول إنه اختار عن قناعة أن يدخل غمار الرئاسيات ليس كمترشح إنما لرفع راية أحد المترشحين الست عن قناعة تامة، حيث اختار المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، وأخبرنا أنه عمل على حثّ الطلبة المقيمين للتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع ليس حبا في شخصه وإنما حبا للجزائر، وأكد ل"الأمة العربية" أن المكتب الولائي لباب الزوار للاتحاد الوطني للطلبة الجزائرين والذي يعتبر أحد أعضائه يعتبر من مساندي المترشح الحر بوتفليقة كان من أوائل الحاثين على الطلبة إلى التسجيل في القوائم الانتخابية لأجل تمكّنهم من أداء واجبهم الدستوري. في حين هناك طلبة كثر انتقلوا إلى منازلهم للإدلاء بأصواتهم، رغم ارتباطهم بالامتحانات كطلبة الطب. طلبة المسيلة يؤكدون: "فوز بوتفليقة هو فوز للجامعة الجزائرية" عقب إعلان النتائج النهائية لانتخابات التاسع من أفريل 2009 أعلن الطلبة الاحتفالات والأعراس بفوز مرشحهم عبد العزيز بوتفليقة، حيث انتشرت الزغاريد بالإقامات الجامعية المخصصة للبنات، ونذكر منها الإقامة الجامعية حسوني رمضان "02" و"03" وحتى بإقامات الذكور حيث عرفت جميع الإقامات أعراسا كبيرة عبروا فيها عن فرحتهم بفوز عبد العزيز بوتفليقة، نظرا للاهتمام الكبير الذي يوليه المرشح عبد العزيز بوتفليقة للطلبة ولعل الإنجازات التي قدمها على مر عشر سنوات في قطاع التعليم العالي بالولاية وإنجازه للقطب الجامعي الجديد وارتفاع نسبة الطلبة الذين تستقبلهم جامعة المسيلة سنويا جعل الطلبة يصوّتون لبوتفليقة. وطلبة المركز الجامعي ببرج بوعريريج يخرجون إلى الشارع تعبيرا عن فرحتهم عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، خرج أزيد من 200 طالب بالمركز الجامعي البشير الابراهيمي، ببرج بوعريريج، تعبيرا عن فرحتهم لفوز مرشح الطلبة كما سموه وهو ما خلق جوّا من الحماس في أوساط الطلبة الذين ردّدوا طويلا بحياة بوتفليقة ولم يقتصر الاحتفال عند الطلبة فقط، فقد انبعثت الزغاريد المدوية من إقامة البنات اللواتي عبّرن هن الأخريات عن فرحتهن بفوز بوتفليقة واعتبرنه عيدا نظرا للمجهودات التي قدمها طيلة عشر سنوات. الطلبة بالإقامات الجامعية بوهران يحرصون على أداء واجبهم الانتخابي لبّى الطلبة الجامعيون المقيمون بالأحياء الجامعية بوهران، أول أمس، الواجب الوطني بالتوجه منذ الصباح لأداء واجبهم الانتخابي بالمكاتب التي جهزت قرب مختلف الأحياء الجامعية المنتشرة عبر تراب الولاية، وسمحت العمليات التحسيسية التي قامت بها الإدارة المكلفة بتحضير هذه الانتخابات وتسجيل الطلبة في القوائم الانتخابية لتصويت بالمكاتب القريبة من الإقامات الجامعية بمشاركة الطلبة في هذا الاقتراع دون التنقل إلى الولايات التي يقطنون بها. وتشير المعلومات المستقاة من مديرية التنظيم والشؤون العامة لولاية وهران أن الفرق المتنقلة المكلفة بزيارة الأحياء الجامعية لتسجيل الطلبة الجامعين سمحت لها باتصال ب 19828 طالب وطالبة موزعين عبر مختلف الأحياء الجامعية ال 14 إقامة جامعية. وقالت إحدى الناخبات التي لم تفوّت استحقاقا واحدا منذ أن بلغت السن القانوني للانتخاب أن "المشاركة القوية للطلاب في هذا الاستحقاق لدليل قاطع أن الطالب الجامعي يتمتع بوعي ونضج سياسي كبيرين وأنه يعرف حقوقه وواجباته اتجاه وطنه"، مضيفة "نحن لسنا أقل وطنية من العجائز والمرضى والمعاقين الذين توجهوا إلى مكاتب الانتخاب".