ألقى، مساء أول أمس، الطيب لوح وزير العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي كلمة أمام المشاركين في الدورة المائة لمؤتمر العمل الدولي المنعقد حاليا بجنيف، أبرز فيها التحديات الكبرى الراهنة التي تطبع نظام العلاقات الدولية، تحديات ذات صلة بملفات إستراتيجية شملت الطاقة، المياه، الأمن الغذائي والبطالة على وجه الخصوص. كما ركز الوزير على الآثار السلبية على الأمن والسلم الدوليين والناتجة عن الاختلال في مستويات التنمية بين الشمال والجنوب، مشيرا إلى عجز المؤسسات المالية الدولية على التنبؤ بالأزمات الاقتصادية أو الوقاية منها. وفي هذا السياق، دعا الوزير منظمة العمل الدولية للعب دور أكثر تأثيراً في إصلاح قواعد النظام الاقتصادي والمالي الدولي. هذا وخصص الطيب لوح جزء هاما من خطابه إلى تطور مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية في الجزائر مقدما نبذة تاريخية حول هذه الإصلاحات من بدايتها عام 1989 إلى غاية القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية والمتعلقة بالإصلاحات الدستورية. في السياق نفسه نشرت المصالح المختصة لمكتب العمل الدولي تقريراً خاصا بالتجربة الجزائرية في مجال الحوار الاجتماعي معتمدة على دراسات أنجزها خبراء بالإضافة إلى تقرير أبرز المجهودات المبذولة من طرف الجزائر في مجال تعزيز وعصرنة إدارة العمل وتفتيش العمل. خص التقرير مقالا مطولا حول التجربة الجزائرية في مجال الحوار الإجتماعي، مثمنا بذلك أهمية أطر التشاور التي تم وضعها بالجزائر معتبرا أن الحوار الاجتماعي ساهم في الحفاظ على الاستقرار والتماسك الاجتماعي خلال مرحلة التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها بلادنا. إن نتائج هذه التجربة ترجمت بانعقاد الثلاثية الثانية عشر (12) التي أفضت بالإمضاء على العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي بين الحكومة والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين وتجديده لفترة أخرى بعد إثراءه خلال الثلاثية الثالثة عشر (13) ديسمبر 2009. كما ركز الخبراء على التنويه بأن "تضافر جهود كل الأطراف في الحوار بالجزائر، سمح في التحسين المستمر لمؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك بهدف إدماج أفضل للجزائر في الاقتصاد العالمي المبني أساسا على مبادئ الانتاجية والتنافسية". للتذكير، فإن الجزائر ممثلة بالطيب لوح، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي نادت خلال الدورة ال 98 لمؤتمر العمل الدولي لتوسيع الحوار الاجتماعي على المستوى العلامي وكذا خلال تدخله في أشغال الدورة ال 309 لمجلس إدارة مكتب العمل الدولي حول عدالة وصحة هذه النظرة. بالموازاة مع ذلك، لقد سجل مكتب العلم الدولي بارتياح الانجازات الكبيرة المنجزة في مجال تعزيز، عصرنة وتحسين نظام تفتيش العمل بالجزائر ويتعلق الأمر بالاعتراف الذي جاء بعد مجيء خبراء من هذه الهيئة الدولية إلى الجزائر واستقبالهم بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في مارس 2010، وقاموا بزيارة مفتشيات العمل لكل من الجزائر العاصمة، بومرداس، برج بوعريريج وعين الدفلى. فالتقييم الإيجابي للجزائر جاء بعد الزيارات الميدانية لوفد الخبراء ومعاينة ظروف وأساليب العمل وكذا وسائ تدخل مفتشيات العمل، مذكرين بأن الجزائر "عمدت إلى تعزيز وتحديث نظام إدارة العمل نتيجة لتأييد سياسي رفيع المستوى للمسائل المتعلقة بالعمل".