استطاع رئيس الحكومة التركي طيب رجب أردوغان أن يخطف ليس قلوب الأتراك فقط، بل وقلوب الشعوب العربية كلها، لأن اسمه طيب ولأن قلبه طيب أيضا وفوق هذا وداك هو رجل دولة وله مواقفه الصريحة، والأكثر من هذا وذاك هو رجل إسلامي ويؤمن بالديمقراطية، عكس حكامنا العرب الذين لا يؤمنون لا بالديمقراطية ولا بالإسلام كنظام يسير بلدانهم، ولا بحرية الشعوب، وربما هو الأمر الذي دفع السوريين للهروب إلى تركيا والاحتماء بأردوغان ورفع الأعلام التركية في المظاهرات السورية والهتاف بحياة أردوغان وموت الأسد، وهو الأمر نفسه الذي جعل الكثير من الناس في مختلف الدول العربية وفي الانتخابات القليلة التي تورها الأنظمة العربية يضعون قصاصات ورق عليها اسم أردوغان أو صورة أردوغان.. وأردوغان ليس عربيا، ولكنه تركي ويخدم المصالح التركية أكثر من خدمته للمصالح العربية، ولكن الشعوب العربية عشقته وأحبته لهذه المواقف ولقوة ذكائه وقدرته على تطوير بلاده وتخليصها من براثين العسكر. ورغم أن الرئيس السوري يعد من الرؤساء الشباب وكان يمكن أن يخطف قلوب السوريين لو تصرف بربع تصرف أردوغان تجاه شعبه، ولكنه فضل أن يكون مثل شيوخ العرب مستبدا ظالما، لا هو ديمقراطي ولا هو إسلامي ولا هو ليبرالي ولا هو اشتراكي، حتى وإن كان حزبه اسمه حزب البعث الاشتراكي. وفي خضم هذا كله، هل عقرت أرحام نساء العرب على إنجاب طيب رجب أردوغان عربي كما أنجبن من قبل عظماء لا حصر لهم؟ من الفيس بوك رغم أن اللاذقية هذا العام نزقة، وليست بمزاج ملائم للفرح. ورغم أن أصوات إطلاق الرصاص باتت روتيناً يومياً يسمع تارة هنا وتارة هناك ويصادر الابتسامات من الوجوه ليزرع فيها ملامح القلق، رغم ذلك... كان هناك فتاة أصرت على أن تذهب إلى موعدها ونكاية بالخوف والحذر.. ارتدت فستانها الجديد وحذاءها ذا الكعب العالي! عنيدة كالعادة وعاشقة فوق العادة. على الطريق كانت تبتسم كلما لمحت زهرة غاردينيا في اصيص، إذ أنها تشبه بشكل غريب تلك الورود التي تزركش فستانها. عبير سليمان