رفعت وكالة الطاقة الدولية امس الاربعاء قليلا توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال 2012 رغم المخاوف الاقتصادية، مشيرة الى ان اليابان ستستهلك مزيدا من الذهب الاسود بسبب توقف محطاتها النووية، لكنها في المقابل خفضت توقعاتها حول الطلب العالمي خلال 2011 بنحو +1,4% بسبب تباطؤ النمو العالمي والاسعار التي ما زالت مرتفعة. وكانت الوكالة التي تمثل مصالح الدول المصنعة، قد رفعت توقعاتها الشهر الماضي وباتت تقدر زيادة الاستهلاك خلال 2011 بنحو 1,2 مليون برميل يوميا ليبلغ 89,5 مليون برميل يوميا. وفي تقريرها الشهري الصادر امس الاربعاء اوضحت الوكالة في المقابل ان الطلب سيرتفع خلال 2012 نحو 1,6 مليون برميل يوميا (بدلا من 1,5 مليون برميل يوميا كان متوقعا في جويلية) اي 1,8% كي يبلغ 91,1 مليون برميل. وكانت الوكالة نشرت توقعاتها الاولى لسنة 2012 في منتصف جويلية. وسيتم التعويض عن المفاعلات النووي في اليابان خلال 2011 و2012 باستخدام كمية كبيرة من النفط لانتاج التيار الكهربائي اي حوالى 250 الف برميل يوميا اكثر من الاستهلاك العادي. لكن اذا كان اجمالي الناتج الداخلي العالمي سيبلغ 3 بالمئة بدلا من 4 بالمئة كانت متوقعة ل 2011 2012، فان ذلك "سيؤدي الى انخفاض الطلب العالمي 300 الف برميل يوميا في 2011 و1,3 مليون برميل في 2012"، معترفة في الوقت نفسه بان سيناريو النمو هذا "يمكن ان يبدو متفائلا نظرا للاجواء السائدة حاليا". وقد تسببت مخاوف من ان ينعكس تباطؤ النمو في الولاياتالمتحدة والعالم على الطلب على النفط في انخفاض اسعاره مؤخرا. وبلغ سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم سبتمبر 81,02 دولارا وبرنت بحر الشمال 104,41 دولارا. من جانبه، ارتفع العرض العالمي من النفط خلال جويلية مئة الف برميل يوميا اذ ان انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عاد تقريبا الى المستوى الذي كان عليه قبل بداية النزاع في ليبيا. من جهتها، ارتفعت اسعار النفط الاربعاء بعد عودة الهدوء النسبي للاسواق اثر قرار الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الامريكي) الابقاء على اسعار الفائدة عند ادنى مستوياتها قرب الصفر. وكان الاحتياطي الفيدرالي تعهد بالابقاء على سعر الفائدة منخفضا لمدة عامين. وارتفع سعر نفط برنت اكثر من ثلاثة دولارات في سوق العقود الاجلة الاربعاء ليصل سعر البرميل تسليم سبتمبر الى 105.67 دولار، بينما ارتفع سعر عقود النفط الخام الامريكي الخفيف الى 82.43 دولار للبرميل. من جهة اخرى، قال مندوب إيران لدى منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) إن وزراء المنظمة قد يعقدون اجتماعا طارئا اذا شعرت الدول الاعضاء بالقلق من هبوط اسعار النفط.ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن محمد علي خطيبي قوله: "اذا وصلت اسعار النفط الى مستوى يثير القلق وشعر الاعضاء بالقلق فهناك احتمال لاجراء مفاوضات وعقد اجتماع طاريء".ولم يحدد خطيبي المستوى الذي يتوقع ان يدفع اوبك لعقد اجتماع طارئ. وقال: "لم تحدد الدول الاعضاء اي مستوى للاسعار، ولديهم اراء متباينة فالبعض يقول ان 80 90 دولارا نطاق مناسب بينما يرى البعض ان سعرا فوق 100 دولار ملائم". وقال محمد خطيبي ان الاتجاه النزولي الذي حدث في وقت سابق لم يكن انعكاسا للعوامل الاساسية بسوق النفط، واضاف: "في الموقف الحالي ليس للعوامل الاساسية بسوق النفط أي تأثير على أسعار النفط. هناك عادة خاطئة وهي ربط اسعار النفط بمؤشرات اسواق الاسهم ولا يبدو ان هذه علاقة علمية صحيحة". وتتولى ايران، وهي من كبار اعضاء اوبك الذين لهم موقف متشدد تجاه الاسعار، الرئاسة الدورية للمنظمة حاليا.