رغم انقضاء شهر رمضان الكريم وحلول العيد تعيش ولاية وهران وماجاورها يومها السادس من بعد العيد ندرة حادة في التموين بالمواد الاستهلاكية من الخضر والفواكه ، الحليب ، الخبز ولم يُفوت كالعادة التجار المضاربون الفرصة لفرض تسعيراتهم الجنونية في ظل غياب مصالح المراقبة التي على ما يبدو أنها دخلت في فترة نقاهة مبكرة ليتحول المواطن البسيط إلى فريسة سهلة لبارونات السوق وأشباههم وعلى ما يبدو أيضا فإن التجار استغلوا إقدام المواطن على صوم ستة أيام من شوال أو ما يعرف عند العامة بأيام الصابرين لتجديد عهدهم مع التلاعب بالأسعار . حيث لا تكاد تخلو بعض المخابز والمحلات هذه الأيام من الطوابير الطويلة واللا متناهية المصحوبة بالشجارات والمعارك بين المواطنين بغية الحصول على مواد غذائية تسد رمقهم ، فلا الخبز متوفر ولا الخضر ولا حتى الحليب. وأمام هذه الندرة التي أضحت هاجسا يعكر صفو حياة الجزائريين كشف عدد من الباعة الذين زرناهم إلى نقص عمليات تموينهم بل غيابها في هذه الأيام كونها أيام عيد حيث سجل غياب الممونين وتجارالجملة الذين التحقوا بعائلاتهم لقضاء أيام العيد على غرار ندرة الخضر والفواكه بسوق الجملة الأمر الذي أسفر عن المضاربة و الفوضى غير أن الزيارة التي قادتنا إلى سوق الخضر والفواكه بالجملة كذبت أقاويل التجار بدليل الوفرة وتنوع المنتوجات بداخلها فحتى الأسعار قال عنها الفلاحون أنها عاودت أدراجها بمجرد مرور يومي العيد موجهين أصابع الإتهام إلى تجار التجزأة وسماسرة السوق الذين وجدوا غايتهم في ظل عزوف لجان المراقبة عن العمل ليبقى الضحية الوحيد هو المواطن البسيط . الحليب المجفف يعوض أكياس "المبستر" في ظل الأزمة في ظل ندرة مادة الحليب المبستر بالأكياس هذه الأيام لجأت العديد من العائلات إلى شراء الحليب المجفف لأطفالها رغم غلاء سعره ، ممن تعذر عليها الظفر ولو بكيس واحد من الحليب، بسبب الفوضى التي عمت مختلف نقاط البيع التي شهدت توزيع هذه المادة في ساعات متقدمة من النهار وبكميات محدودة، مما حال دون تمكن العديد من المواطنين من الحصول على هذه المادة الأساسية للطفل الرضيع أو المسنين، هذا في الوقت الذي فضلت فيه بعض العائلات مضاعفة شراءها لأكياس الحليب المبستر متسببة في تعميق أزمة الحليب بتخزين حليب الأكياس في المبردات إلى ما بعد مرور الأزمة . طوابير حقبة الثمانينات تعود للواجهة والأذهان شهدت وهران هذه الأيام عودة طوابير الحقبة الزمنية التي تعود للثمانينات أين كانت الطوابير والصفوف اللامتناهية على الأفران المتخصصة في صناعة الخبز تصنع الحدث وإن كان قلة المخابز في تلك الفترة وراء الحدث إلا أن الألفية الجديدة لم تجد بما تفسر به تلك الطوابير الرامية إلى الحصول على رغيف خبز واحد ؟ فالجزائر تتوفرعلى8000 مخبزة إلا أن الطوابير لم تقتصر على وهران بل شملت معظم ولايات الوطن والسبب يعود لغياب وسائل التنظيم والردع على غرار كثرة الطلب وعدم التزام ملاك المخابز بأعمالهم رغم امتلاكهم لسجلات تجارية تلزمهم على أداء أحسن الخدمات للمستهلكين . وتجدر الإشارة إلى أن العديد من العائلات باتت تقتني السميد والفرينة لإعداد الخبز داخل المنازل هروبا من الأزمة وحدة الطوابير والصفوف الطويلة التي رفعت سعر الخبز إلى 30 دج للرغيف الواحد والذي اعتبره المواطن ضربا من الجنون لاسيما بالمناطق النائية الامر الذي جعل المستهلك يتساءل عن دور أعوان المراقبة التابعين لمديرية التجارة . أسعار الخضر تتضاعف والبطاطا ب 60 دج للكلغ سجلت الخضر والفواكه ندرة وارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، من بينها “البطاطا” التي استقرت عند سعر 60 دينارا للكيلوغرام، ومابين 100 إلى 120 دينار بالنسبة للطماطم، والجزر، أما “اللفت” فقد تجاوز سعره 80 دينارا والخس ب 150دج . لكن رغم ارتفاع معدل هذه الأسعار فقد وجد المواطن نفسه مجبرا على الشراء كون اغلب العائلات تصوم أيام الصابرين وهو ما جعل التجار يستغلون الفرصة لتمديد موجة لهيب الأسعار وتحصيل المزيد من الربح والفائدة .