أعلن المجلس الانتقالي الليبي المنضوي تحت لواء المعارضة، تحرير ليبيا بالكامل من نظام العقيد معمر القذافي، الذي أعدم قبل أربعة أيام على يد عناصر من المعارضة المسلحة.وكان مسؤول كبير في المجلس الانتقالي قد أعلن يوم الجمعة عن إعلان تحرير ليبيا بالكامل الأحد في بنغازي مهد الانتفاضة الشعبية شرق البلاد. وبإعلان المجلس الانتقالي تحرير ليبيا بالكامل، ينتهي معه نزاعا استمر ثمانية أشهر، وخلف 30 ألف قتيلا على الأقل. وعقب الإعلان عن التحرير الكامل لليبيا أمس، ستنطلق عملية إعادة الإعمار، بالرغم من تراجع سلطة المجلس الانتقالي بسبب تشكيل فصائل مسلحة خارجة عن سيطرته. وتكمن إحدى أضخم المهام في نزع السلاح وإقناع الفصائل المختلفة المنتشرة في المدن والأحياء بذلك، لا سيما تلك التي لعبت دورا مهما في سقوط النظام الليبي السابق. واحتفلت مدينة بنغازي في الشرق الليبي ليل السبت الأحد بعودة المقاتلين من سرت حيث قتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي بعد أسره الخميس، باطلاق النار في الهواء والتهليل والتكبير. وقالت مصادر إعلامية، أن الليبيين من رجال ونساء وأطفال، تدفقوا إلى شوارع بنغازي التي كانت أول مدينة تتمرد منتصف فيفري على نظام معمر القذافي الذي حكم بلا منازع 42 عاما، فيما شهدت أمس إعلان "تحرير ليبيا الكامل".. وأثار مقتل القذافي انتقادات وتساؤلات من قبل حكومات ومنظمات غربية عدة لحقوق الإنسان. غير أن الزعيم الانتقالي مصطفى عبد الجليل قال إانه يجرى تحقيقا في ملابسات مقتله.
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد أعلن من بنغازي "وثيقة دستورية" تنص على تسليم السلطة إلى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر وتبني دستور جديد. وأعلن المجلس الوطني الانتقالي أنه ينوي إدارة ليبيا حتى انتخاب المجلس التأسيسي الذي يضم 200 عضو خلال ثمانية أشهر، وذلك قبل إجراء انتخابات عامة في غضون 20 شهرا. وكان حلف شمال الأطلسي، قال إنه سيعلن في 31 أكتوبر انتهاء عمليته البحرية والجوية في ليبيا بعد التوصل لاتفاق مبدئي بين الممثلين عن الدول ال28 في الحلف. ولا تزال جثة القذافي معروضة في غرفة مبردة بمصراتة، والذي أعدم بعد أسره يوم الخميس في سرت مسقط رأسه برصاصتين. وقد استقبلت مدينة بنغازي السبت بإطلاق النار الابتهاجي وصيحات التكبير مقاتليها المنتصرين في سرت، مؤكدين أن القذافي نال عقابه. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، قال إن الإعلان عن تحرير كامل التراب الليبي سيكون الأحد بمدينة بنغازي، وسيتضمن عدة نقاط ومؤشرات تشرح المرحلة الانتقالية الثانية من هذه الثورة، كما ستشكل حكومة مؤقتة لا تتجاوز فترتها ثمانية أشهر، مفندا ما يتردد من مخاوف بشأن انتشار السلاح بين أفراد الشعب الليبي. وأوضح مصطفى عبد الجليل، أنه سيتم تفعيل المجالس المحلية وتحديدها وتعيين ممثليها في المجلس االوطني عن كل التراب الليبي، كما سينتقل المجلس الحالي إلى مقره الرئيسي بمدينة طرابلس. واستبعد عبد الجليل ما قال إن البعض يروج له من أن ليبيا "ستذهب إلى خندق ضيق"، معربا عن تفاؤله بأن يكون "الثوار الليبيون الذين ناضلوا من أجل هذه الحرية" في المستوى "الذي يليق بمكانة وكرامة وشجاعة الليبيين". وأضاف أنه يراهن على أن مستقبل ليبيا "سيكون سعيدا"، وأن ما تتحدث عنه بعض الأوساط من عوائق للحركة النضالية في ليبيا، إنما هو"مجرد أوهام". وبدا عبد الجليل متفائلا بشأن الوضع الأمني، وغير قلق فيما يخص انتشار السلاح بين الليبيين، مؤكدا أن كل الثوار الذين بدأوا في العودة إلى مدنهم في المنطقة الشرقية من ليبيا مستعدون لتسليم أسلحتهم. وفي إطار متصل، استبعد عبد الجليل أن يكون لفرار سيف الإسلام ابن القذافي وكذلك عبد الله السنوسي مدير مخابراته أي تأثير على استقرار الدولة الليبية، قائلا إن ذلك الاستقرار منوط ومرهون بأهلها وثوارها وباللبييين جميعا، ولا يؤثر على ذلك أي شخص أوأي إنسان أوأي كائن مهما كان. وبخصوص التعامل مع جثة الزعيم الليبي الراحل قال عبد الجليل إن المجلس يتعامل مع هذا الموضوع بشفافية تامة، مضيفا أن الرئيس الأعلى للإفتاء أصدر فتوى بكيفية التعامل مع مثل هذه الوفاة وأنها ستنفذ بحذافيرها. وقال إن المجلس الوطني اختار ثلاثة من أعضائه للوقوف على آلية تنفيذ هذه الفتوى الصادرة عن المجلس الأعلى للإفتاء. وكان رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل قد علق في وقت سابق على شعور الكثيرين بالاستياء من رؤية جثة القذافي وهي ملطخة بالدماء والرصاص يخترق جسده، قائلا إن "الناس في الغرب لا يفهمون العذاب والألم الذي مر به الشعب خلال 42 عاما الماضية"