اعتبر وزير خارجية سوريا وليد المعلم أن جامعة الدول العربية أغلقت بعقوباتها الاقتصادية التي أقرتها، الأحد الماضي، جميع النوافذ مع بلاده، وفي حين دعت قمة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دمشق إلى وضع حد فوري لأعمال العنف، شددت روسيا على ضرورة حل الأزمة داخل البيت العربي. وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقده في دمشق "إذا أعاد العرب النظر في قراراتهم وإجراءاتهم الاقتصادية، وأعلنوا التزامهم بنص وروح خطة العمل العربي، فسيفتح هذا الأمر الباب أمام تعاون في المستقبل". واتهم وزير الخارجية السوري الجامعة العربية بأنها تدفع الأزمة نحو التدويل عبر بند يدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى القيام بالإجراءات الخاصة لدعم جهود الجامعة العربية. وانتقد دعوة مجلس الجامعة العربية للجيش السوري إلى وقف العنف، وقال "الجيش قدم الشهداء لحماية المدنيين والتصدي للإرهابيين، وعندما يدعونه إلى وقف العنف يتهمونه اتهاما باطلاً"، مضيفا أن الجامعة العربية ترفض الاعتراف بوجود "مجموعات إرهابية مسلحة تنفذ القتل وترتكب الجرائم". وتخلل المؤتمر الصحفي عرض فيلم وثائقي قصير يظهر مشاهد مروعة، قال إنها ل"عصابات إرهابية مسلّحة ترتكب جرائم بحق المواطنين ورجال الأمن" السوريين. بروتوكول إذعان وأكّد المعلم التزام سوريا بخطة العمل العربي التي تم الاتفاق عليها في الدوحة، معتبرا أن اللجنة الوزارية العربية والجامعة العربية هما من خرج عن نص الخطة، وقال "علقوا مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية، لأنهم لا يريدون سماع الصوت الآخر"، معتبراً أن "مشروع البروتوكول الذي قدمته اللجنة الوزارية العربية فيه مساس بسيادتنا الوطنية وهو برتوكول إذعان". وحول العقوبات الاقتصادية وتأثيرها على بلاده، قال المعلم إن وقف التعامل مع البنك المركزي هو إعلان حرب اقتصادية من وجهة نظر القانون الدولي، وأضاف "إذا أرادوا التعامل مع سوريا بعقل وحرص، فعليهم إلغاء كل هذه العقوبات". واعتبر أن البند الخاص بوقف التعاملات مع البنك التجاري يضر التعاملات بين سوريا والدول العربية، كما قلل من أهمية تجميد الأرصدة السورية في الدول العربية، وقال إن حكومته قامت "بسحب 95% أو 96% منها". وكان وزراء الخارجية العرب أقروا مؤخرا خلال اجتماعهم في القاهرة مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية، من بينها منع كبار المسؤولين السوريين من السفر إلى الدول العربية، وتجميد أصول مرتبطة بحكومة الرئيس بشار الأسد، ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري، ووقف رحلات الطيران العربية من وإلى سوريا. وفي رسالة بعث بها، أمس، الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حث العربي دمشق على تنفيذ الخطة العربية لإنهاء قمع النظام للمحتجين، مشيرا إلى أن من شأن ذلك إعادة النظر في العقوبات وغيرها من الإجراءات التي اتخذت ضد النظام. ومن جهته، رأى حزب الله اللبناني أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها جامعة الدول العربية على سوريا "سابقة خطيرة"، و"أمر معيب"، وتشكّل "إجراءً ظالما ضد سوريا حكومة وشعبا".