علمت "الأمة العربية" من مصادر نيابية أن رزنامة الدورة النيابية الحالية ما زالت مجهولة بحكم أنه لم يتقرر بعد تاريخ مناقشة القوانين الإحدى عشر المطروحة على النواب للمصادقة أمام ترقب تشكيل الطاقم الحكومي الجديد ومناقشة برنامج الحكومة للبدء الفعلي في العهدة الرئاسية الثالثة. وقد أجمعت نفس المصادر على عدم علمها بالجدول الحقيقي للدورة رغم أن القوانين الإحدى عشرة الخاصة بالعديد من القطاعات منها العقار الفلاحي والمحاماة، قد تم طرحها عبر شبكة الأنترنت في موقع المجلس الشعبي الوطني منذ مدة، لكن الأجندة السياسية والانتخابية للرئيس والطاقم الحكومي آنذاك جعلت النواب يدخلون في عطلة إجبارية للتفرغ للحملة الانتخابية، كل حسب لونه السياسي، مما جعل النواب يقتنعون أن العطلة الصيفية ستكون جد قصيرة بحكم تحصلهم عليها مسبقا وبطريقة افتراضية. ولعل التوتر السياسي الذي يعيشه النواب في هاته المرحلة هو الترقب المستمر والدائم للإعلان عن التشكيلة الحكومية، مما أذكى نار الإشاعات وما يصحبه من جدول سياسي، ترتب عنه ركض في كل الاتجاهات لتقصّي الحقائق وتأكيدها بمعلومة مماثلة حول الشخصيات المحتمل حملها لحقائب وزارية ومعرفة درجات التموقع مع هاته الشخصيات، خصوصا مع الجدل القائم حول إمكانية تنحية أكثر من عشرة وزراء قضوا في منصبهم السامي الحالي عهدتين أو أكثر وستبدال بعض الوجوه تعرضت للنقد المباشر للرئيس جراء فشلهم في تسيير قطاعاتهم لتأتي هاته المرحلة كفرصة مناسبة للتخلص منهم. وتأتي هذه الحركية المعتادة من طرف النواب قبيل تشكيل أي طاقم حكومي جديد بعد إجراء استحقاق رئاسي في ظل الشلل التام الذي أصاب نشاط الوزراء في الميدان ما عدا الحضور إلى ملتقيات أو ندوات كانت مبرمجة من قبل، خصوصا وأن أغلب الإشاعات تحت منحى إعادة الهيكلة الحكومة وإعطائها نفسا جديدا بحقائب متجانسة تأخذ بعين الحسبان ضرورة ترشيد الإنفاق العمومي للدولة. وإن كانت نفس المصادر تتوقع احتفاظ أغلب وزراء المناصب السيادية بحقائبهم بحكم قربهم من الرئيس كرجال عملوا معه لعدة حقبات يبقى ذهاب وزير الاستثمار جد وراد مع ترقية مدير حملة الرئيس عبد المالك سلال إلى وزارة سيادية رغم أن قطاع الموارد المائية ليس بالقطاع الهين، مع احتمال ترقية وجوه شابة مارست حقائب وزارية سابقا أو وزارات منتدبة حاليا إلى رتبة وزير لإعطاء حركية ميدانية للنشاط الحكومي، خصوصا وأن أي وزير شاب ينظر إلى مستقبله السياسي ومهامه في الدولة ما زالت في بدايتها، فالسعي لتجنب الأخطاء السياسية أمر جد مهم بالنسبة لهم.