من المنتظر أن يقوم الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز والوفد المرافق له، بزيارة ودية إلى عاصمة الشرق قسنطينة، يوم الاثنين المقبل، وهي تعتبر أولى جولاته بعواصم الجزائر ومدنها الكبرى، حيث من المحتمل حسب ما كشفته مصادر موثوق بها أن يرافق الرئيس الموريتاني عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني ممثلا عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وحسب ذات المصدر، فإن عبد العزيز زياري الذي عاد إلى الوطن أمس الجمعة بعد أدائه مهمة كلف بها من طرف رئيس الجمهورية خارج الوطن بأنه سيرافق الوفد الرئاسي الموريتاني بدلا من عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، المتواجد حاليا في مهمة بأمريكا الجنوبية. وحسب المصادر، فإن زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر تأتي عقب الزيارة التي قام بها إلى دار السلام تنزانيا، والتي شارك فيها إحياء الذكرى الخمسين لاستقلال تنزانيا، حيث سيرافقه إلى الجزائر، اسلكو ولد احمد ازيدبيه مدير ديوانه رئيس الجمهورية، وحمادي ولد حمادي وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الهدف من هذه الزيارة إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتقويتها من جديد بعد حالة الفتور التي سادتهما من ما يقارب سنتين بسبب رفض الجزائر لاستقبال ممثلا لها يحمل الجنسية المغربية واعتماده كسفير لها بالجزائر واعتبرته استفزاز لها، باعتبار أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تعتبر حلقة وصل بين الجزائر والمغرب، مما جعلها تعيد هذه العلاقة من خلال تعزيز مسار التعاون بينها وبين الجزائر، لاسيما في المجال الاقتصادي يضيف ذات المصدر أن زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر ستكون فرصة لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بالشأن الإقليمي بالمنطقة المغاربية، والتحضير لمفاوضات بين الرباط والبوليساريو. وقد بدأت التحضيرات بولاية قسنطينة على قدم وساق لاستقبال الرئيس الموريتاني من خلال عملية طلاء العمارات والمباني القديمة خاصة على مستوى المدينة القديمة "القصبة" وتهيئة الطرقات والمساحات الخضراء والإنارة العمومية، وتعليق أعلام البلدين واللافتات والشعارات للترحيب بالرئيس الضيف، وسيقوم الرئيس الموريتاني حسب ما أكدته لنا مصادر موثوق بها بزيارة سياحية إلى قصر أحمد باي الواقع بساحة محمد خميستي وسط مدينة قسنطينة، أين ستكون له مأدبة غداء بمقر المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة، وهو المقر الذي احتضن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إثر زيارته التي قام بها منذ 06 سنوات، أي في سنة 2005، رفقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. كما ستكون له زيارة إلى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وكذا مسجد الأمير عبد القادر وبعض المشاريع الكبرى. يذكر أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز كان في بداية الثمانينيات قد شهد تطور الوضع السياسي والاقتصادي في الجزائر، عندما كان يحضر تكوينا خاصا في مجال "اللوجستيك" في الفترة بين 1980 و1982، انتخب رئيسا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ثم قدم استقالته منه بعدما عين رئيسا للجمهورية الموريتانية في 2009، ومنذ هذه السنة عاشت موريتانيا عهدا جديدا في مسيرتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال الورشات الكبري في مجال البني التحتية القاعدية وهوما تمخضت عنه انعكاسات ايجابية مباشرة على الحياة اليومية للمواطن البسيط، مما علها موضع اهتمام الدول الأخرى. وللتذكير، فإن العلاقة بين الجزائر وموريتانيا تعود حسب الكتابات التاريخية إلى الهجرات النبوية عندما انتشرت مجموعات من سكان البربر معظمهم مرابطون وبعض قبائل آدرار وأنشئوا إمبراطورية واسعة ضمت موريتانيا الحالية وجزء من المغرب وجزء آخر من الجزائر وكامل الأندلس.