فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في سورية، أمس، لإجراء انتخابات المجالس المحلية وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل تجدد الاشتباكات التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد قبل تسعة أشهر. فيما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن حصيلة قتلى، أمس الأول، بلغت 26 شخصًا، قتلوا برصاص الأمن السوري في أول أيام "إضراب الكرامة". وقالت وسائل إعلام رسمية سورية، إنه تم استكمال كافة مستلزمات إنجاح العملية الانتخابية للمجالس المحلية في مختلف المحافظات، ولأول مرة تحت إشراف ومتابعة لجان قضائية فرعية مستقلة لضمان نزاهتها. وذكرت صحيفة "البعث" السورية، التابعة لحزب البعث الذي يحتكر السلطة في البلاد منذ نحو نصف قرن، إن 42889 مرشحا يتنافسون في هذه الانتخابات على 17588 مقعدا في 1337 وحدة إدارية، منها 154 مدينة و502 بلدة و681 بلدية، فيما بلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزا يضم كل منها صندوقين للاقتراع، حيث ينتخب كل ناخب مرشحيه للوحدة الإدارية التي يتبع لها ولمجلس المحافظة، وتشرف على كل مركز لجنة انتخابية مؤلفة من رئيس وعضوين.. وأضافت الصحيفة أن هذه الانتخابات تأتي بعد صدور قانون الإدارة المحلية الجديد الذي يعطي المجالس المحلية صلاحيات واسعة، تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والنهوض بالواقع الخدمي والتنموي بما يتماشى مع الحراك الإيجابي الذي تشهده عملية الإصلاح ويلبي احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية. ونقلت الصحيفة عن وزير الإدارة المحلية السوري، عمر غلاونجي، دعوته المواطنين إلى المشاركة في انتخابات المجالس وممارسة حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم في تلك المجالس بشعور عال من المسؤولية، وذلك للمساهمة في تعميق مسيرة البناء الديمقراطي، على حد وصف الصحيفة. ويأتي انطلاق العملية الانتخابية، في ظل تواصل الاحتجاجات المناوئة للأسد بمحافظة حمص وسط سوريا، وبعض المناطق المضطربة الأخرى في البلاد. ونقلت مصادر إعلامية عن ناشطين في بيروت، أن قوات الأمن السورية قصفت مناطق في حمص ومحافظة إدلب، بالقرب من الحدود التركية، مما أسفر عن مقتل شخص. وفي السياق ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن مدنيا سوريا قتل وأصيب خمسة آخرون إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن خلال حملات مداهمة بمدينة ادلب، وتابع إن اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين قوات الأمن السورية ومجموعة منشقة في المدينة. ومنعت السلطات السورية معظم وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد والتغطية على الأحداث، مما يجعل من الصعب التأكد من صحة تقارير بشأن أعمال العنف. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن الإجراءات القمعية التي تتخذها الحكومة السورية ضد المتظاهرين المناوئين للنظام، أسفرت عن مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في مارس الماضي. من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن حصيلة قتلى أمس الأول، بلغ 26 شخصًا، قتلوا برصاص الأمن السوري في أول أيام "إضراب الكرامة". وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن من بين القتلى امرأة وأربعة أطفال. وفي مدينتي الزبداني ومضايا بريف دمشق، قال ناشطون إن اشتباكات دارت بين عناصر منشقة عن الجيش وقوى أمنية، كما قصف مسجد البراق وعدد من المنازل بمدفعية ثقيلة. وكانت استجابة واضحة سجلت للإضراب الذي دعا إليه ناشطو ثورة الحرية ضد نظام بشار الأسد، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاث دبابات للجيش السوري أحرقت خلال اشتباكات دارت في جنوب البلاد.