من المنتظر أن يتعامل مدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش بصرامة كبيرة مع نجوم المنتخب المعروفين والذين يواجهون صعوبات جمة مع انديتهم بعدما تراجع مستواهم بشكل رهيب لعدة اعتبارات منها تأثير الإصابات ونقص المنافسة وفي بعض الأحيان تجاهل مدربيهم لهم، وفي نفس الوقت يقوم المدرب البوسني بتعبيد الطريق امام أسماء جديدة في محاولة لإعداد تشكيلة من الشبان خاصة مع الانتقادات الشديدة التي يواجهها بإبقائه على الكهول الذين يعتبرهم الأنصار بأن عهدهم مع الخضر قد انتهى مع التأهل للمونديال السابق والدليل على ذلك هو تراجع مستواهم إلى أدنى الحدود في أول مباراة عقب العودة من جنوب إفريقيا، وبالتالي فجاء الوقت لمنح الفرصة للعناصر الشابة التي ستكون أكثر طموحا وإرادة لا سيما وأنها تتشوق للتأهل لمونديال 2014 بالبرازيل، وقد أكد حاليلوزيتش أن الاستدعاء للمنتخب في المرة المقبلة سيكون أكثر دقة والقائمة لن تضم سوى الأكثر استعدادا من كل الجوانب، وهي بمثابة إشارة واضحة لنجوم أم درمان بأن مكانتهم أضحت مهددة خاصة وأنه لا يزال ينظر إلى الدوريات الخليجية بعين الإزدراء وهو ما دفعه إلى البحث عن عناصر جديدة في أوروبا، ويريد أيضا توجيه الدعوة للاعبين في أتم الجاهزية البدنية والتكتيكية وحتى النفسية نظرا لكون الوقت لن يسمح بالتربص لفترة طويلة باعتبار أن أغلب المحترفين سيبقون مع أنديتهم ولن يلتحقوا بمعسكر الخضر سوى ب24 ساعة قبل موعد السفرية كما أن المنتخب سيتوجه مباشرة إلى العاصمة الغامبية بانجول لإجراء المباراة ضد المنتخب المحلي. ولعل أول لاعب سيضحي به الناخب الوطني بمناسبة أول تربص للسنة الجديدة والخاص بالتحضير لمباراة غامبيا في العاصمة بانجول لحساب الدور التصفوي الثاني المؤهل لنهائيات أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا وهو المدافع عنتر يحي الذي يبدو أنه فقد كل شيء بعدما قام فريقه النصر السعودي بتسريحه مقابل غياب أية عروض،وبالتالي فمن الممكن جدا أن يبقى في بطالة محتمة وحتى ولو وجد النادي الذي يلعب له فإن ذلك لن يشفع له بالتواجد ضمن قائمة المدرب البوسني نظرا لتدني مستواه من الناحية الفنية وتوتر علاقته مع الأنصار الذين لا يرغبون في رؤيته مجددا بقميص المنتخب، يأتي ذلك في وقت ينوي فيه حاليلوزيتش الاستعانة بورقة المدافع المحوري الحالي لنادي ريال سوسيداد الإسباني ياسين بن طيبة، حيث أنه يشارك بصفة منتظمة مع ناديه ويملك إمكانيات جيدة فضلا عن كونه يلعب في أفضل دوري في العالم والذي أكسبه روح تنافسية كبيرة من شأنها أن تفيد المنتخب الوطني. وعلى غرار عنتر يحي، فإن نجم أم صلال القطري مراد مغني سيكون خارج قائمة المدرب الوطني بمناسبة هذه المباراة وذلك بسبب غيابه المطول عن الملاعب بداعي الإصابة، حيث انه لا يزال يعاني من الآلام وبالتالي الإبتعاد عن الملاعب مما أثر بشكل سلبي على لياقته وهذا رغم اعتراف حاليلوزيتش بإمكانياته الفنية العالية لكن ذلك لن يكفيه للتواجد ضمن القائمة، وفي هذا الإطار، فقد عبر المدرب الفرنسي الجديد لنادي أم صلال جيرارد جيلي عن نيته في الاستغناء عن خدمات مغني في فترة التحويلات الشتوية بسبب الإصابة التي يعاني منها وغيابه الدائم عن فريقه، حيث، وفي حوار خص به صحيفة الشرق القطرية، اعتبر جيلي أن الاحتفاظ باللاعب الجزائري لن يعود بالفائدة على الفريق في ظل احتلاله ذيل الترتيب وطموحه الكبير للإفلات من شبح السقوط، موضحا أن الطاقم الفني ينتظر التقارير الطبية للفصل بشكل نهائي في مصير اللاعب، ورغم ذلك إلا أن كل المؤشرات توحي بالطلاق بين الطرفين بالنظر لإصرار الفرنسي على تعزيز التشكيلة بلاعب محترف جديد بإمكانه مساعدة الفريق وإعطائه الإضافة المنتظرة، وأمام هذه المعطيات فإنه يمكن القول بأن ما يحدث لمغني يجعله يبتعد عن صفوف المنتخب نهائيا خاصة وأنه كان يحلم بالمشاركة لأول مرة في مونديال 2014 ولكن يبدو أن لعنة الإصابة ستحرمه من ذلك.