من المنتظر أن تكون المنافسة بين عناصر المنتخب الوطني التي تم استدعائها للتربص القادم في فرنسا شديدة من اجل الفوز بمكانة ضمن القائمة التي ستسافر إلى تنزانيا لمواجهة منتخبها يوم 4 سبتمبر القادم لحساب الجولة الرابعة لتصفيات كأس إفريقيا 2012، حيث قام المدرب الوطني الجديد وحيد حاليلوزيتش بتوسيع القائمة الأولية خصيصا لخلق نوع من المنافسة بين اللاعبين حتى يتمكن من اختيار الأحسن منهم، ويدرك جيدا ان الجميع يريد التواجد ضمن القائمة النهائية. وما يجعل الصراع متكافئا بين كل اللاعبين سواء القدامى أو الجدد، هو تأكيد المدرب البوسني في أول تصريح له بعد إمضائه على العقد الذي سيربطه بالخضر لمدة ثلاث سنوات على انه لن يعتمد على الأسماء او النجوم في عملية الإختيار. وإنما المعيار الوحيد الذي سيأخذه بعين الإعتبار هو العمل والجاهزية البدنية والنفسية، ما يعني ان جميع اللاعبين الذين تم استدعاؤهم يتواجدون في نفس الخط، مما يجعل المنافسة قوية. مكانة مبولحي الأساسية مهددة وعزيمة فولاذية لدى فابر وعسلة للبروز ففي حراسة المرمى، سيكون الصراع كبيرا بين الخماسي الذي تم استدعاؤه ويتعلق الأمر برايس مبولحي، محمد الامين زماموش، عز الدين دوخة والقادمين الجدد مايكل فابر ومليك عسلة... فالحارس الأول مبولحي يتواجد في رواق ضعيف للحفاظ على مركزه بالنظر إلى المردود الضعيف الذي قدمه مع فريقه الروسي كريليا سوفيتوف، خاصة بعدما احاله المدرب على كرسي الإحتياط بعدما تسبب في تذيل فريقه لسلم الترتيب بأدائه الباهت، وبالتالي فالفرصة مواتية للحارس الجديد لاتحاد العاصمة زماموش لأخذ منصب الحارس الأول، لا سيما وأن المباراة القادمة أمام تنزانيا لا تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للخضر، ولذلك فالمدرب قد يعطي الفرصة لهذا الأخير لإبراز قدراته دون أي ضغط. وستشتد المنافسة بين الثلاثة الآخرين، حيث أن عسلة وفابر مطالبان بمضاعفة العمل واستغلال الفرصة التي أتيحت لهما لفرض نفسيهما وإقناع المدرب. حليش مطالب بالإقناع في المحور وبلحاج يسعى لخطف المنصب الأساسي من مصباح بينما سيكون الصراع أكثر على منطقة الدفاع بالنظر إلى العدد الكبير من المدافعين الذين تم استدعاؤهم، حيث بلغ عددهم 11، ومن المنتظر أن يجد الركائز منافسة قوية من طرف المستقدمين الجدد المسلحين بالإرادة والعزيمة، ولو أن البعض لا خوف على مناصبهم باعتبارهم لا يزالون يحتفظون بنفس اللياقة في انديتهم، على غرار مدافع غلاسكورانجرز الأسكتلندي مجيد بوڤرة، إضافة إلى المنتقل حديثا إلى البطولة السعودية عنتر يحيى. ومن جهته، قد يستغل مدافع فولهام الإنجليزي رفيق حليش الفرصة لفرض نفسه من جديد في المنتخب بعد غياب طويل بسبب معاناته من نقص المنافسة. وبعد اقتناعه بمستواه، خاصة خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بأنغولا، يريد حاليلوزيتش منح الفرصة لحليش عله يكون في المستوى. وعلى الرواق الأيسر، سيحاول مدافع السد القطري نذير بلحاج إقناع المدرب من اجل الفوز بالمنصب الأساسي الذي استولى عليه نجم ليتشي الإيطالي جمال مصباح بعد تألقه الملفت مع فريقه. في حين، فإن مهدي مصطفى يبقى في أفضل رواق للفوز بمنصب الظهير الأيمن، خاصة بعد المردود الجيد الذي قدمه في مباراة الذهاب امام المنتخب المغربي في عنابة، ونفس الشيء بالنسبة للمدافع بوزيد اسماعيل، رغم انه لا يزال بدون فريق لحد الآن. وباستطاعة المدافع السطايفي عبد القادر العيفاوي الصراع على مكانة ضمن القائمة النهائية في حال تقديمه لمستوى جيد خلال هذا التربص، لا سيما وان المنافسة مفتوحة للجميع دون استثناء وكل شيء سيتوقف على ما يتم تقديمه في التدريبات. زياني ويبدة في دائرة الضوء ومغني متشوق لأجواء الخضر وفي خط وسط الميدان بشقيه الدفاعي والهجومي، فإنه يصعب التكهن بالعناصر التي ستبقى في القائمة بالنظر إلى المستوى المتقارب بين اللاعبين، غير أن المنافسة قد تكون صعبة لكل من زياني ويبدة اللذان يعيشان لحظات عسيرة بالنظر إلى كونهما لم يعثرا على فريق يعلبان له، وبالتالي فمن الناحية النفسية هما محبطان، ولكن ذلك لن يثني من عزيمتهما في الإبقاء على مكانتهما ضمن المنتخب، لا سيما وانهما يشكلان العمود الفقري له بالنظر إلى الخبرة المعتبرة التي يملكانها، وهذا رغم أن السياسة الجديدة للمدرب البوسني لا تعترف بذلك. وبدوره، سيجد العائد بعد غياب طويل جدا لصفوف المنتخب مراد مغني الفرصة مواتية له لانتزاع مكانة ضمن القائمة التي تسافر إلى تنزانيا، وهذا بالنظر إلى شوقه الكبير لاكتشاف حرارة الخضر من جديد، خاصة وأنه لا يزال يحتفظ بنفس السمعة لدى الأنصار. واكثر من ذلك، لم يفقد فنياته العالية رغم الغياب الطويل عن الميادين بعد الإصابة المعقدة التي تعرض لها والدليل على ذلك هومردوده الجيد في اول ظهور له مع فريقه الجديد ام صلال القطري، ويدرك جيدا أنه إذا أراد تحقيق حلمه بالمشاركة في مونديال البرازيل لسنة 2014 عليه الإقناع بداية من تربص فرنسا المقبل.
الفرصة الأخيرة لغزال وزياية لإثبات نفسيهما في الخط الأمامي وتتجدد المنافسة في خط الهجوم بين نفس العناصر السابقة على ذكر جبور، زياية وغزال وسوداني، بالإضافة إلى مهاجم نادي فرانكفورت الألماني كريم بن يمينة، حيث ترك حاليلوزيتش الصراع مفتوحا بإعادة استدعاء كل من زياية وغزال اللذان غابا عن القائمة التي واجهت منتخب المغرب في مراكش، وبالتالي فهو يريد إعطاء الفرصة للجميع واستبعاد أي انتقاد من طرف اللاعبين، حيث ترك الكرة في مرماهم، وبالتالي فالمهمة واضحة وهي إقناع المدرب بتسجيل الأهداف في المباريات التطبيقية وحسن التمركز والفعالية أمام المرمى وأمور أخرى سيركز عليها المدرب، خصوصا وأنه أكد من قبل على اهتمامه البالغ بخط الهجوم بالنظر إلى العقم الذي يعاني منه والذي يعتبر الهاجس الأكبر للانصار فضلا عن كونه وعد بإيجاد الحلول.