بدا واضحا أن قائمة المدن العربية الجاذبة للسياحة تشهد نوعا من إعادة الترتيب خلال العام المقبل، في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض بلدان المنطقة لتكون مدن مثل دبي وبلدان غير عربية كتركيا وماليزيا هي الوجهة الاولى للسياح العرب بعدما كانت مصر ولبنان في الصدارة. ففي مصر حيث السياحة أحد أهم مصادر العملة الصعبة لا يزال متظاهرون في ميدان التحرير وهو بؤرة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يحتجون على سياسات المجلس العسكري الذي يدير أمور البلاد ويطالبون بسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية. ورغم أن ثورات "الربيع العربي" لم تمر على لبنان، إلا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سوريا التي يمر عبرها عادة نحو 300 ألف من السياح العرب القادمين برا إلى لبنان. وقال رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر ال فهيد ان السياحة البينية العربية كانت تمثل 49 في المئة قبل الاضطرابات مضيفا "تكبدنا خسائر تتجاوز العشرة مليارات دولار في 2011. ومصر وتونس كانتا الاكثر تضررا"، وتابع "كانت آمالنا أن تنتهي الاضطرابات بشكل أسرع... القطاع السياحي حساس جدا والأمن ركيزة أساسية في دعم السياحة". وتشهد المنطقة العربية احتجاجات شعبية غير مسبوقة أدت للإطاحة برؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن وامتد أثرها الى سوريا والبحرين وسلطنة عمان والمغرب والأردن. وتطالب تلك الاحتجاجات بتحسين مستويات المعيشة وتعزيز الحريات وتداول السلطة ومحاربة الفساد. وقال ال فهيد "في وقت الأزمات نراهن عادة على السياحة البينية العربية.. لقد تجاوزنا أزمات عديدة في السابق بهذه الإستراتيجية، ولكن هذه المرة الموضوع مختلف.