رفض الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات، "سوناطراك" عبد الحميد زرڤين، التطرق إلى فضائح الفساد التي هزت مجمع "سوناطراك" خلال السنوات الماضية، مكتفيا بوصفها ب "الأفعال المؤسفة" وأدرجها ضمن "الماضي الأسود" للشركة معربا عن أمله في أن يحقق المجمع أفضل وأحسن الأرقام على المديين المتوسط البعيد مع اعتزام المجمع إقرار إستراتيجية جديدة في مجالي الاستكشاف والإنتاج. وقال عبد الحميد زرڤين خلال الندوة الصحفية التي تشطها، أمس الثلاثاء، بمقر المديرية العامة للشركة في حيدرة بالعاصمة لتقديم حصيلة نشاطات المجمع، إن "سوناطراك" في وضعية مالية "مريحة " وأنها "أقوى مما يتصور الجزائريون"، مؤكدا أن الشركة تحوز على ودائع "ضخمة" تعزز من استقرار أهدافها المسطرة بفعل الزيادة في عائداتها على ضوء ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية. و بلغة الأرقام، أشار زرڤين إلى أن الشركة تخطط لاستثمار 68.2 مليار دولار خلال الخمسة سنوات المقبلة 2012 2016، توجه 80 في المائة منها لتطوير نشاطات المصب، في حين تعتزم استثمار 15.8 مليار دولار العام الجاري ترصد 70 في المائة منها لترقية نشاطات المنبع و 22في المائة لنشاطات المصب "التسويق والبيع والتكرير". في المقابل، سيستحوذ قطاع توسيع شبكة النقل على 6 في المائة من إجمالي الاستثمارات المرتقبة ضخها من قبل المجمع خلال العام الجاري2012 . وأكد زرڤين أن رقم أعمال صادرات "سوناطراك" بلغ العام الماضي حوالي 72 مليار دولار، أي ما يمثل 111 مليون طن ما يعادل بترول مقابل 46 مليار دولار عام 2010 و41مليار دولار عام 2009، في حين بلغت مبيعات المجمع نحو 141 مليون طن، ما يعادل بترول من أصل 145 مليون طن ما يعادل بترول أنتجت من قبل "سوناطراك" لوحدها في مقابل 206 مليون طن ما يعادل بترول أنتجت بالجزائر. وكشف زرڤين عن تحقيق سوناطراك 22 اكتشافا 19 منها بوسائلها الخاصة، واكتشافا واحدا في عرض البحر بالشراكة مع طرف أجنبي لم يكشف عن هويته، وهي اكتشافات التي تمثل احتياطات مقدرة ب 150 مليون طن ما يعادل بترول، وقال إن واردات سوناطراك من الوقود والمشتقات البترولية الأخرى بلغت العام الماضي 2011 2.3 مليون من ما يعادل بترول بتكلفة تصل إلى حوالي ملياري دولار. وعلى صعيد آخر، قال زرڤين أن كتلة أجور عمال وموظفي سوناطراك تقدر حاليا 125مليار دينار، وتسعى أيضا للرفع من عدد الموظفين لديها من 51.400 عامل إلى أكثر من 58 ألف عامل في آفاق2016 . "سوناطراك" مستعدة للدخول في رأسمال "جازي" من جانب آخر، كشف عبد الحميد زرڤين أن شركته على استعداد للدخول في رأسمال شركة "جازي" للهاتف المحمول، الفرع التجاري لشركة "أوراسكوم تليكوم" المصرية بالجزائر. وكانت وزارة المالية قد وقعت نهاية ديسمبر الماضي، مع الشركة الروسية "فيمبلكوم" المالك الجديد لشركة "أوراسكوم تليكوم"، على اتفاق سري سمح بفتح مركز المعطيات المالية، للتوصل إلى المعلومات الخاصة ب "جازي" من أجل إجراء تقييمها المالي. وأشار زرڤين إلى أن سوناطراك مؤهلة وقادرة على شراء نسبة أسهم كبيرة في شركة أوراسكوم تليكوم جازي الجزائر ، فضلا عن امتلاكها لشبكة واسعة للألياف البصرية. وأضاف، زرڤين أنه الى غاية اليوم لم يطلب أحد من سوناطراك الدخول في رأسمال الشركة. لكن إذا اقتضت المصلحة الوطنية القيام بذلك، فإن سوناطراك لن تتردد في ذلك، لأنها تمتلك الإمكانيات المالية والمادية اللازمة لذلك. وأوضح زرڤين، في المقابل، أن الشركة ستواصل استثماراتها في ليبيا وتونس، وأنها حققت اكتشافات في البلدين، مشيرا إلى أن الاستثمارات في ليبيا جمدت منذ الأزمة التي عرفها هذا البلد، وأن تجهيزات سوناطراك هناك والعمل الذي قامت به، هو الذي سمح برفع الإنتاج النفطي الليبي.