حرم تراكم الثلوج على ضفاف الطريق المؤدي الى مرتفعات الشريعة الجبلية بولاية البليدة، العديد من الذين قصدوا هذه الوجهة السياحية بسياراتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع من الوصول الى المحطة، حيث عادوا أدراجهم دون امكانية التمتع بالأجواء الجميلة التي منحتها الطبيعة، خاصة في ذلك اليوم المشمس. وبالطريق الوطني رقم 37 المؤدي إلى مرتفعات الشريعة، اكتظت سيارات مواطنين جاءوا من مختلف ولايات الوطن كالشلف وتيبازة والجزائر العاصمة وبومرداس، وكذا أجانب فضلوا التوجه الى جبال الشريعة للترويح عن النفس وقضاء أوقات ممتعة، غير أنهم وجدوا وهم في طريقهم إليها الحواجز الأمنية التي أجبرتهم على العودة نظرا للخطورة التي يمثلها الصعود بالسيارات الى المرتفعات. ومن أجل ضمان سلامتهم، وفي هذا الصدد، ذكر عناصر الأمن لوكالة الأنباء الجزائرية أن الثلوج التي قد تشكّل خطرا على العائلات والسياح بصفة عامة، خاصة عند العلم أن الطريق الوحيد المؤدي إلى المحطة مكسوة ضفافه بحواجز ثلجية سميكة لا يسمح بمرور السيارات، زيادة عن انعدام أماكن ركن السيارات بعدما غطت الثلوج كافة المحطة. ولم تهضم العائلات التي اعتادت الحج إلى هذه الوجهة السياحية، مع تزامن تساقط الثلوج هذا الإجراء "الاستثنائي"، حيث راحت الكثير منها سيما القادمة من خارج الولاية إلى ركن سياراتها بالقرب من الحاجز الأمني المنصب بالمكان والصعود إلى المرتفعات مشيا، والتمتع بذلك بسحر الطبيعة ونقاوة الهواء المنبعث من أشجار الصنوبر الحلبي. وذكرت إحدى الطالبات القاصدات للمكان ممن قدمن في رحلة جماعية إلى مرتفعات الشريعة ل "واج"، أنه "وبالرغم من منعنا الصعود إلى حظيرة الطبيعية التي لطالما تمنيت زيارتها وهي مكسوة بالثلوج، فقد قررنا أنا وزملائي الذهاب إليها مشيا على الأقدام والتمتع بيوم كامل في الطبيعة". وقد رسم هؤلاء المشاة الذين لم يحبط من عزيمتهم التعب وثقل حمولتهم المكونة في كثير من الأحيان من أبنائهم الصغار أو حتى عناء قطعهم لمسافة، تزيد عن التسع كيلومترات، صورة جميلة تعكس مدى الأمن والاستقرار السائد بالمنطقة. وأثار، من جهة أخرى، هؤلاء السياح مشكل عدم تشغيل المصعد الهوائي "التلفيريك" المؤدي إلى المحطة، حيث أبدوا استياءهم الكبير من هذه الوضعية التي حالت دون تحقيق أمنيتهم في الصعود بها والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة من جهة وتجنيبهم عناء قطعهم لسبعة كيلومترات من المسافة المؤدية إلى الحظيرة من جهة أخرى. وقد دفعت هذه الوضعية الاستثنائية بالكثير من العائلات إلى التوجه الى منطقة الشفة المعروفة هي الأخرى بمناظرها الطبيعية الخلابة وشلالاتها المتدفقة وبقردة "الماغو" المشاكسة.